اسم الکتاب : سامرّاء دراسة في النشاة والبنية السكانية المؤلف : د. صالح أحمد العلي الجزء : 1 صفحة : 23
خراسان [١] وبعد ستة أشهر ولي ابنه عبد الله بن طاهر مصر ومحاربة نصر بن شبث الخارجي [٢]. ولم يقض طاهر في ولاية المشرق طويلا إذ توفي سنة ٢٠٧ [٣]. فولى المأمون مكانه ابنه عبد الله بن طاهر [٤] ، غير أن عبد الله بن طاهر بقي في الشام يحارب نصر بن شبث خمس سنوات [٥] ، واستخلف أخاه طلحة على خراسان وابن عمه إسحاق بن إبراهيم على مدينة السلام [٦].
أما القضاء في بغداد فقد تتابع عليه عدد لم يبق أكثرهم في عمله أكثر من سنة ، فولى قضاء مدينة المنصور محمد بن سماعة ثم إسماعيل بن حماد بن أبي حنيفة ثم بشر بن الوليد الكندي ، وجعل على قضاء الشرقية ، ويمتد سلطانها على جنوب المدينة المدوّرة ، محمد بن أبي رجاء الخراساني ، ثم محمد بن سماعة ، ثم عكرمة السرخسي ، فحفص بن غياث ، فالحسين الصوفي. وجعل على قضاء الجانب الشرقي فتيبة بن زياد الخراساني. ثم محمد بن عمر الواقدي ، فمحمد بن عبد الرحمن المخزومي فبشير بن الوليد الكندي ، فجعفر ابن عيسى الحسني ، فهارون الزهري.
في كتب التاريخ والآداب معلومات كثيرة متفرقة عن اهتمامات المأمون في السنوات العشر التي أقام خلالها في بغداد ، يتبين منها حرصه على الاجتماع بالفقهاء والمتكلمين وأهل الأدب والشعر ؛ فيروي طيفور قائلا : «لما دخل المأمون بغداد وقرّ بها قراره ، أمر أن يدخل عليه من الفقهاء والمتكلمين وأهل العلم جماعة يختارهم لمجالسته ومحادثته ، واختير له من الفقهاء مائة رجل ، فما زال يختارهم طبقة بعد طبقة حتى حصل على عشرة منهم أصحاب أحمد ابن أبي دواد وبشر المريسي ، كما كان يسمي له قوم من أهل الأدب