اسم الکتاب : سامرّاء دراسة في النشاة والبنية السكانية المؤلف : د. صالح أحمد العلي الجزء : 1 صفحة : 123
أشرف على بناء الهاروني إبراهيم بن رباح [١] الملقب ب (الجوهري) وكان على الضياع [٢] ، ويبدو أنه كان يجني من عمله أرباحا فلما غضب الواثق على كتّابه وصادرهم كان منهم ابراهيم بن رباح ، فأخذ الواثق منه ومن كتابه مائة ألف دينار [٣] ، ولا بدّ أنه القصر الذي ذكر اليعقوبي في كلامه عن شارع السريجة الأعظم أنه يمتد إلى دار هارون بن المعتصم وهو الواثق ، عند دار العامة [٤].
وكان في الهاروني في بنائه الأول رواق أوسط وفي أحد شقّي ذلك الرواق قبة مرتفعة في السماء بيضاء ، وكأنها بيضة إلا قدر ذراع ، فيما ترى العين ، حولها في وسطها ساج منقوش مغشّى باللازورد والذهب ، وكانت تسمّى قبة المنطقة ، وكان ذلك الرواق يسمى رواق قبة المنطقة [٥].
وفي بنائه جعل له دكّتين : دكة غريبة ودكة شرقية ، وهي من أحسن القصور ، وكان على دجلة [٦] ، ويتردد في مصادر ذكر الهاروني دون تحديد بقصره أو الراجح أن أكثرها عن القصر الأول [٧].
ذكر المسعودي أن المتوكل يقال إنه أنفق على الهاروني والجوسق الجعفري أكثر من مائة ألف ألف [٨]. فإن صح هذا الخبر فإنه يدل على أن المتوكل جدّد بناءه ، أو أضاف إليه.
لم تذكر المصادر أن الواثق بنى غير هذا القصر الذي يبدو أنه جعل فيه مقامه ، وقد دفن فيه [٩] وأقام فيه المتوكل أول ما ولّي الخلافة.