اسم الکتاب : زبدة الحلب من تاريخ حلب المؤلف : ابن العديم الجزء : 1 صفحة : 254
المعرّة يوم الأربعاء السّابع عشر من شوال ، سنة ثمان وخمسين واربعمائة ، ووصل معه إليها من التّرك ، والدّيلم ، والكرد ، والأوج [١] مقدار ألف رجل مع حاشيتهم فنزل بالمصلّى.
فما رؤي أعف منهم عن البساتين والكروم وغيرها ، ولم يكونوا يأخذون من أحد شيئا إلا بثمنه ؛ وسقوا دوابّهم الماء بثمنه. وفزعت العرب منه فزعا عظيما ؛ ثم استدعي إلى حلب وعوّض معرّة النّعمان.
وخرج محمود بن نصر بابن خان والتّركمان ، في سنة تسع وخمسين ، ومعه بنو عوف من بني أبي بكر بن كلاب ، فنزل المعشيرة [٢] من بلد حماة ـ ثم أتى حماة ؛ ووطىء جميع العرب وأذلّها.
وكانت العرب تطلب فتنة تقع بينه وبين عمّه عطيّة بن صالح ، وكان بحمص ، فظنّت بنو كلاب أنّه يحاربه ؛ فلم يفعل عطيّة ، لمعرفته بغدر العرب به مرة بعد أخرى ؛ وأراد أن لا ينهدم مجد آل مرداس.
وفي هذه السّنة سلّم حسين بن كامل بن الدّوح «حصن أسفونا» [٣] إلى نوّاب المصريّين ، بعد أن نهب عسكر التّرك «حناك» [٤] وجميع ضياعه بالشّام.
[١] الأوج اسم أطلق على المسلمين من سكان الثغور البيزنطية الاسلامية.
[٢] لعل المعيشرة هي العشارنة الحالية إلى الغرب من شيزر على العاصي.
[٣] أسفونا الآن تل أثري في جبل الزاوية ، ناحية كفر نبل ، منطقة معرة النعمان يقع شمال غرب قرية اسمها سفوهن. المعجم الجغرافي للقطر العربي السوري.
[٤] حناك ـ كما سلف القول ـ خربة أثرية في جبل الزاوية تتبع منطقة معرة النعمان.
اسم الکتاب : زبدة الحلب من تاريخ حلب المؤلف : ابن العديم الجزء : 1 صفحة : 254