responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رحلة العبدري المؤلف : أبو عبدالله العبدري    الجزء : 1  صفحة : 315

[الأهرام والبرابي]

أمّا أهرامها وبرابيها [١] ، فمبان عجيبة في غاية الغرابة مضمّنة [٢] من الحكمة وغرائب العلوم ما صار أعجوبة على وجه الدّهر. وبين النّاس تنازع في أوّل من بناها ، وفي أيّ شيء قصد بها ، ولهم فيه خوض كثير لا حاجة بنا إليه ، وقد ذكر القاضي صاعد صاحب الطّبقات : «أنّ جماعة من العلماء زعموا أنّ جميع العلوم الّتي ظهرت قبل الطّوفان إنّما صارت عن هرمس الأوّل السّاكن بصعيد مصر الأعلى ، وهو الّذي يسمّيه العبرانيون خنوخ وهو إدريس [النّبي][٣] عليه الصّلاة والسّلام ، وأنّه أوّل من تكلّم في الجواهر العلوية ، والحركات [٤] النّجوميّة ، وأوّل من بنى الهياكل ، ومجّد الله تعالى فيها ، وقالوا : إنّه أوّل من أنذر بالطّوفان ، ورأى أنّ آفة سماوية تلحق الأرض من الماء أو النّار [٧٨ / ب] فخاف ذهاب العلم ودروس الصّنائع فبنى الأهرام والبرابي الّتي في الصّعيد ، وصوّر فيها جميع الصّناعات والآلات ، ورسم فيها العلوم حرصا منه على تخليدها.» [٥].

قال القاضي صاعد المذكور : «وكانت دار الملك والعلم بمصر في قديم الدّهور [٦] مدينة منف ، [٧] وهي على اثني [٨] عشر ميلا من الفسطاط. فلمّا


[١] البرابي : المعابد. انظر ما كتب عن الأهرام والبرابي في مروج الذهب ١ / ٣٥٩ ـ ٢٦٣. وبدائع الزهور ١ / ١٣ وما بعد وخطط المقريزي ١ / ١١١ ـ ١٢٢.

[٢] في ت وط : متضمنة.

[٣] زيادة من ت.

[٤] في ت : الحركة.

[٥] طبقات الأمم ١٠٦ ـ ١٠٧ بخلاف يسير

[٦] في ت وط : الدهر.

[٧] في الأصل : منوف. ومنف هي منفيس القديمة ، وهي قرية ميت رهينة الحالية وقد نسبت الكورة إليها رغم أنا كانت مدينة مندرسة عند الفتح العربي ، انظر جغرافية مصر للبكري في حاشية الصفحة ٦٢.

[٨] في ط : اثنا وفيها غلط نحوي واضح.

اسم الکتاب : رحلة العبدري المؤلف : أبو عبدالله العبدري    الجزء : 1  صفحة : 315
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست