responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رحلة العبدري المؤلف : أبو عبدالله العبدري    الجزء : 1  صفحة : 212

شخص الإسكندر [١] ، بما ساس فيها من عجائب مبانيها ودبّر ، ناهيك بمدينة كلّها عجب ، قد ستر حسنها حسن [٤٩ / آ] غيرها وحجب ، ووفّي فيها الإتقان حقّه كما وجب ، وقد أغنى عن [٤٩ / آ] تسطير وصفها ما سطره الأعلام ، [٢] وضرب به الأمثال على المهارق بالأقلام [٣].

ومن جملة إبداعها وإغرابها ما رأيت من إتقان أبوابها. وذلك أنّ عضائدها وعتبها ـ مع إفراط طول الأبواب ـ كلّها من حجارة منحوتة ، يتعجّب من حسنها وإتقانها ، وكلّ عضادة منها حجر واحد ، وكذلك كلّ عتبة وأسكفّة [٤] ، ولا أعجب من وضعها هنالك مع إفراط عظمها ، ولم يغيّر طول الزّمان شيئا من ذلك ، ولا أثّر فيه ، بل بقي بجدّته ورونقه. وأمّا مصاريعها [٥] فهي غاية في الإحكام ، ملبّسة بالحديد ظهرا وبطنا بأدقّ ما يكون من الصّنعة وأحسنه وأتقنه.

[عمود السّواري]

ومن أغرب ما رأيت [٦] بها عمود من رخام بظاهرها يعرف بعمود السّواري [٧]. وهو حجر واحد مستدير عال جدّا على قدر الصّومعة المرتفعة ، وهو يبدو من بعيد بارزا في غابة من النّخيل مرتفعا عنها ، وقد أقيم على حجارة منحوتة مربّعة [٨] على قدر الدّكاكين العظام ، علوّها أزيد من قامتين ،


[١] هو الإسكندر الأول ذو القرنين الرّومي باني الإسكندرية.

[٢][٢] ـ في ت وط : وصرّت به على المهارق الأقلام.

[٣] الأسكفة والأسكوفة : عتبة الباب التي يوطأ عليها.

[٤] المصاريع : الأبواب.

[٥] في ط : ما رأيته.

[٦] انظر ما قيل في عمود السواري في خطط المقريزي ١ / ١٥٩.

[٧] في ط : مرتفعة.

اسم الکتاب : رحلة العبدري المؤلف : أبو عبدالله العبدري    الجزء : 1  صفحة : 212
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست