responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رحلة العبدري المؤلف : أبو عبدالله العبدري    الجزء : 1  صفحة : 110

وهذه المدينة ـ كلأها الله ـ من المدن العجيبة الغريبة ، وهي في غاية الاتّساع ونهاية الإتقان ، والرّخام بها كثير [١] ، وأكثر أبواب ديارها معمول به عضائد وعتبا ، وجلّ مبانيها في حجر منحوت محكم العمل ، ولها أبواب عديدة ، وعند كلّ باب منها ربض [٢] متّسع على قدر البلد المستقلّ ، ولو أتّفق أن يكون بها ماء جار لكانت معدومة النّظير شرقا وغربا ، ولكن ماؤها قليل ؛ وفي ديارها مصانع لماء المطر ، وهو المستعمل عندهم.

وأمّا السّاقية المجلوبة من ناحية زغوان [٣] [٢٢ / ب] فقد استأثر بها قصر السّلطان [٤] وجنانه إلّا رشحا يسيرا سرّب إلى ساقية [٥] جامع الزّيتونة ، يتسرّب [٦] منها في أنابيب من رصاص ، ويستقي منها الغرباء ومن ليس في داره ماء ، ويكثر عليها الازدحام [٧].

[جامع الزّيتونة]

وهذا الجامع من أحسن الجوامع وأتقنها وأكثرها إشراقا ، ودائره مسقّف ووسطه فضاء قد نصبت فيه أعمدة من خشب على قدر ارتفاع


[١] في ت وط : كثير بها.

[٢] ربض المدينة : ما حولها.

[٣] زغوان : جبل بالقرب من تونس في الجانب القبلي منها ، ياقوت : ٣ / ١٤٤ وهي اليوم بلدة قرب مدينة تونس.

[٤] المقصود بالسّلطان : أبو حفص عمر بن أبي زكريا الحفصي الذي حكم تونس بين سنتي ٦٨٣ و ٦٩٤ ه‌.

[٥] في ت : سقاية.

[٦] في ت وط : يترشف.

[٧] في ط : الزّحام.

اسم الکتاب : رحلة العبدري المؤلف : أبو عبدالله العبدري    الجزء : 1  صفحة : 110
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست