responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رحلة العالم الألماني ج أو هابنسترايت إلى الجزائر وتونس وطرابلس المؤلف : أ. د. ناصر الدين سعيدوني    الجزء : 1  صفحة : 90

قسنطينة التي بنيت على صخرة قبالة جبل عال من الراجح أنه كان جزاءا منها [١] ، وكذلك من أجل ربط جهتي المدينة بالجهة المقابلة. ويبلغ ارتفاع أعلى أقواس هذه القنطرة على وادي الرمال مائة قدم ، بحيث يختفي الوادي تحت هذه القنطرة ليغوص بعدها في مغارة طبيعية ، فتجري مياهه تحت الأرض مسافة تقدر بحوالي مائة قدم لتظهر من جديد من خلال فتحة في الصخر عرضها تقريبا عشرة أقدام ثم تختفي من جديد مسافة ثلاثين مترا ، بعدها ينفتح الوادي وتظهر مياهه بشكل كامل ليواصل مجراه بين الصخور التي تحف بجانبيه ، وبعد أن يتجه وادي الرمال عبر الخانق الذي يجري فيه نحو الشمال الشرقي تتساقط مياهه على صخرة قائمة على علو ثلاثين قدما مكونة بذلك عدة شلالات صغيرة ذات منظر عجيب ، بفعل اعتراض أشعة الشمس للضباب الرطب المكون من ذرات الماء المتطايرة في الهواء مشكلة بذلك منظر قوس قزح.

إن الصخرة التي بنيت عليها مدينة قسنطينة شاهقة الارتفاع بحيث يبدو الأشخاص أسفل منها عندما ننظر إليهم صغارا جدا. ومن تلك الهوة السحيقة تلقى النساء عندما تثبت عليهن جريمة الزنا ، وهذا أمر كثير الحدوث ، لأن هذه المخلوقات الشقية اللاتي تعيش واقعا صعبا جدا لا تعوزهن الوسيلة لخيانة أزواجهن ، ومما يلاحظ أن هذه الصخرة التي بنيت عليها المدينة والتي تلقى من حافتها النساء ممتلئة بالمغارات الطبيعية ، وقد شعرنا في زيارتنا لإحدى هذه المغارات ببرودة منعشة في وقت كانت فيه الحرارة على أشدها [٢].


[١] يعرف هذا الجبل الواقع في الجهة الشرقية لوادي الرمال بجبل المنصورة وهو امتداد لجبل الوحش الواقع إلى الشرق من مدينة قسنطينة والذي يبلغ ارتفاعه ١٢٨٩ م ، ولكون جبل المنصورة يشرف على قسنطينة ويتحكم في دفاعاتها فقد بني عليه حصن يرد الهجمات ، وقد تمكن باي تونس في حملته على قسنطينة من أن يستولي عليه ويوجه منه المدافع نحو المدينة.

[٢] يشكل هذا الجرف الصخري هوة سحيقة تعرف لدى سكان المدينة بكاف شكارة كناية

اسم الکتاب : رحلة العالم الألماني ج أو هابنسترايت إلى الجزائر وتونس وطرابلس المؤلف : أ. د. ناصر الدين سعيدوني    الجزء : 1  صفحة : 90
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست