وأنت تعلم أنّ مثل
هذا إنما يتوجه على من يجعل هذه الحيثية مأخوذة في المعنى على نحو القيديّة ، ونحن
لا نقول به ، ولا يقول به أحد ـ فيما أظن ـ وإنما نقول : إنّ معنى وضع اللفظ هو
كشف اللفظ عن المراد كما يدل عليه لفظ المعنى ، وأين هذا من اعتباره في الموضوع له؟
ومنه يظهر مراد
الشيخ والمحقق الطوسي [٢] فيما ذهبا إليه من تبعيّة الدلالة للإرادة. بل هو ـ إذا
تأمّلت ـ عبارة أخرى عن القول بوضع الألفاظ من حيث كونها مرادة ، وأقصى الفرق أنّ
هذا بيانه في مقام الوضع ، وذاك في مقام الاستعمال ، ولكن هذا الأستاذ حمل كلام
المحقّقين على ما يليق به ويليق بهما ، وخصّ القول الآخر بحمله على ما لا يقول به
من له حظّ من العلم.
( المشترك )
لا ريب في إمكان
الاشتراك [٣] بين المعنيين ، بل وقوعه في الجملة ، ولا ينافي
أقول : المراد بالأوّل هو
الشيخ الرئيس حسين بن عبد الله بن سينا صاحب التصانيف المشهورة كالقانون والإشارات
وغيرهما ممّا لا مجال لنا في ذكرها.
تولّد الشيخ الرئيس سنة ٣٧٣ ،
وتوفّي جمعة شهر رمضان ، وكان يكنّى بـ ( أبي علي ).
والمراد بالثاني هو الخواجة
نصير الملّة والدين محمد بن محمد بن الحسن الطوسي ، المتوفى سنة ٦٧٢.
( مجد الدين ).
[٣] الاشتراك على
قسمين : الأوّل : الاشتراك اللفظي وهو أن يكون اللفظ مشتركا بين المعنيين فما زاد
، بوضعين فما زاد ، وهو المراد عند الإطلاق في كتب الأصول.
الثاني : الاشتراك المعنوي
وهو أن يوضع اللفظ لمعنى جامع لفردين أو الأفراد ، وهذا ليس باشتراك في الحقيقة ،
ولم يكن له إلاّ وضع واحد.
والمراد من قولهم : المجاز
خير من الاشتراك. هو الاشتراك اللفظي لا المعنوي ، فافهم. ( مجد الدين ).