responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : وقاية الأذهان المؤلف : النجفي الإصفهاني، محمّد رضا    الجزء : 1  صفحة : 133

نعم قد يجري في الإسناد نظير ما يجري في المفرد والمركّب من المخالفة بين الإرادة الجدّية والاستعمالية ، والاختلاف بين الداعي إلى التكلّم وإلى المقصود من الكلام ، كقولك لبخيل خامل متهكّما به : أنت الّذي أطعمت الوفد وبلغت ذروة المجد.

وبما قرّرناه في المجازين السابقين تظهر لك الحقيقة ، وقد أدّينا الواجب من البيان فلا يلزمنا الإعادة.

هذا ، وقد يعدّ من قبيل هذا المجاز مثل قوله تعالى : ( فِي عِيشَةٍ راضِيَةٍ )[١] وقولهم : نهاره صائم ، وليله قائم وشعر شاعر وظلّ ظليل ، وغير ذلك ، ولكن ليس جميع ذلك ـ فيما أرى ـ من باب واحد ، بل لكلّ وجه ، بل وجوه في قواعد العربية ، ومخارج في فنون البلاغة ، وبيانها يفضي إلى الإطالة ، والإطالة مظنة الملالة.

( مجاز الحذف )

عدّوا منه قوله تعالى : ( وَجاءَ رَبُّكَ )[٢]( وَسْئَلِ الْقَرْيَةَ )[٣] وقالوا : إن التقدير : جاء أمر ربك ، وسئل أهل القرية ، وربّما يعدّان من باب المجاز في الإسناد.

أقول : لا ينكر أمر الحذف كأخويه : الإضمار والتقدير ، وكثرته في اللغة ، ولكن عمدة البلاغة الموجودة في الآيتين الكريمتين قائمة بإبقائهما على ظاهرهما من نسبة المجيء والسؤال بالإرادة الاستعمالية إلى الله تعالى ، وإلى القرية ، إذ


[١] الحاقة : ٢١.

[٢] الفجر : ٢٢.

[٣] يوسف : ٨٢.

اسم الکتاب : وقاية الأذهان المؤلف : النجفي الإصفهاني، محمّد رضا    الجزء : 1  صفحة : 133
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست