اسم الکتاب : نهاية النهاية في شرح الكفاية المؤلف : الإيرواني، الشيخ علي الجزء : 1 صفحة : 61
مفهوم الميزان على أذهان العامة
و لعل هناك معنى اخر أخفى من هذا فيكون ذلك بطنا لهذا البطن و هكذا إلى سبعة أو
سبعين
مبحث
المشتق
قوله
أحدها ان المراد بالمشتق هاهنا: (1) اعلم ان جميع ما في العالم من
المعاني على ثلاث طوائف (فقسم) هو من قبيل الذوات أعني به متن عالم الوجود (و قسم
اخر) هو من قبيل العوارض و الصفات أعني به جملة الأمور القائمة بالذوات و هو حواشي
عالم الوجود (و قسم ثالث) و هي النسب المتحققة بين تلك الذوات و العوارض أو بين
العوارض بعضها مع بعض و هي المعاني الحرفية و في قبال هذه الطوائف الثلاث من
المعاني طوائف خمس من الألفاظ ثلاثة منها بإزاء الطوائف الثلاث من المعاني
المزبورة أعني بها الألفاظ الموضوعة بإزاء الذوات كالأعلام و بعض أسماء الأجناس و
الألفاظ الموضوعة بإزاء العوارض القائمة بتلك الذوات و الألفاظ الموضوعة بإزاء
النسب أعني بها الحروف و الأسماء المرادفة لها و هناك طائفة أخرى من الألفاظ قد
وضعت بإزاء المركب من المعاني الثلاثة المتقدمة أعني بها الذوات و العوارض و النسب
(و هذه) الطائفة المعبر عنها بالمشتقات على قسمين (قسم) منها قد وضع بإزاء الذوات
لكن لا مطلقة بل محدودة بحد خاص و متخصصة بمبدإ مخصوص من المبادي كاسم الفاعل و
المفعول و أضرابها (و قسم اخر) قد وضع بإزاء الأحداث المنتسبة إلى الذات بنحو من
النسبة كالمصادر و الأفعال و هذا القسم و سابقه متعاكسان في اعتبار الذات و الحدث
في مدلوليهما ما بمعنى ان كلا من الذات و الحدث مأخوذ في مدلول كلا القسمين لكن
الذات في الأولى بنفسها معتبرة في المعنى و الحدث معتبر فيه باعتبار تقيد الذات
فيه و لذلك يحمل على الذات بخلاف الثانية فان المعتبر فيها بنفسها هو الحدث و
الذات انما اعتبرت فيه باعتبار تقيد الحدث بها (و محل البحث في المقام) انما هو
القسم الأول و حاصل البحث هو ان مدلول اللفظ في المشتقات ليس هو نفس الذات بما هي
كما في الاعلام و أسماء الأجناس ليصدق على الذات بتمام أطوارها و أحوالها ما دامت
الذات موجودة بل هو الذات حالكونها محدودة بحد خاص عرضي كالذات الثابت له العلم أو
الحركة أو البياض فلا يصدق على الذات الخالية عن الحد
اسم الکتاب : نهاية النهاية في شرح الكفاية المؤلف : الإيرواني، الشيخ علي الجزء : 1 صفحة : 61