اسم الکتاب : نهاية النهاية في شرح الكفاية المؤلف : الإيرواني، الشيخ علي الجزء : 1 صفحة : 178
فان المعاملات الواقعة فعلا، لو
أغمض النّظر عما يتوسط فيها من النقود، يرى ان الأعمال في واقعها يقع بعضها بإزاء
بعض و النقود التي تختلف في البين آلة محضة فيعمل الأجير بدرهم ثم يعطى هذا الدرهم
و يستوفى بذلك ما يحتاج إليه من إعمال آخرين و في الحقيقة انه قد عمل بإزاء ما عمل
له و يكون الدرهم وسيلة محضة للتوصل إلى مقصده من العمل قوله فيمكن ان يقال بجواز أخذ: (1) كيف يمكن ان يقال بذلك و كيف يجتمع داع الأمر مع داع أخذ
الأجرة، و حديث الداعي إلى الداعي، مجرد لقلقة لسان، و ليس الداعي إلى الفعل الا
ذلك الداعي الأخير، و لا يعقل ان يكون للفعل الواحد دواع متعددة طولية على ان يكون
كل منهما تمام الداعي و ليست دعوة الداعي فعلا اختياريا للشخص كي تحتاج إلى الداعي،
و يكون أحد الداعيين داعيا إلى دعوة الداعي و الاخر داعيا إلى نفس الفعل كما تعطيه
عبارة الداعي إلى الداعي، و اما العمل بداع الثواب أو بداع بعض الآثار الدنيوية من
أداء الدين سبعة المعيشة فلا محيص فيه من التزام عدم كون الأمر داعيا و ان الثواب
و تلك الآثار مترتبة على العمل بداع ترتبها نظير العناوين القصدية من غير توسيط
داع الأمر و إلا كان باطلا و لم تترتب تلك الآثار الا إذا كان الداعي على العمل
نفس الأمر و كانت تلك الآثار غير منظور إليها بوجه قوله و ربما يجعل من الثمرة اجتماع: (2) لا يخفى ان هذه الثمرة بظاهرها سقيمة جدا فان العمل الخارجي لا
يختلف حاله بلزوم الاجتماع و عدمه ليصح جعله ثمرة و اتصاف المقدمة المحرمة بالوجوب
و الحرمة جميعا فتكون إطاعة و معصية بناء على جواز الاجتماع و عدمه بناء على
الامتناع ليس الا الثمرة التي ذكرها المصنف (قده) من اتصاف المقدمة بالوجوب و لا
وجه لفرض هذا الاتصاف في خصوص المقدمة المحرمة اللازم منه اجتماع الأمر و النهي كي
يبتنى على مسألة الاجتماع جواز أو منعا، و يمكن ان يكون المقصود من هذه الثمرة ان
الأمر قد يؤل إلى سقوط النهي عن المقدمة المحرمة إذا قلنا بوجوب مقدمة الواجب و
ذلك فيما إذا قلنا بامتناع الاجتماع مع غلبة ملاك الأمر على ملاك النهي فتكون
المقدمة ح غير متصفة بالمبغوضية بخلافه على القول بعدم الوجوب فان المقدمة تبقى
على مبغوضيتها و لا يكون لها مخرج عن المبغوضية (و فيه) ان ملاك الوجوب و هو توقف
الواجب النفسيّ على المقدمة موجود على كل حال و هذا
اسم الکتاب : نهاية النهاية في شرح الكفاية المؤلف : الإيرواني، الشيخ علي الجزء : 1 صفحة : 178