و لا ينبغي الإشكال في أنّ الاستثناء من النفي يفيد الإثبات، و بالعكس، فقوله: «ما جاءني أحد إلاّ زيدا» يدلّ على مجيء زيد.
و حكي [1] عن أبي حنيفة عدم الدلالة، و احتجّ بمثل قوله: (لا صلاة إلاّ بطهور) [2]، فإنّه على تقدير الدلالة يلزم أن تكون الصلاة المقرونة بها مع فقد شرائطها صلاة تامّة.
و هذا الاستدلال ضعيف، ضرورة أنّ مثل قوله: (لا صلاة إلاّ بطهور) و (لا صلاة إلاّ بفاتحة الكتاب) [3]، كان في مقام الإرشاد إلى اشتراط الصلاة