لا شبهة في أنّ البشر في الأزمنة القديمة جدّاً كان في غاية سذاجة الحياة و بساطة المعيشة، و بحسبها كان احتياجه إلى الألفاظ محصوراً محدوداً، فوضعها على حسب احتياجه المحدود، ثمّ كلّما كثر احتياجه كثرت الأوضاع و اللغات، فكثرة الألفاظ و المعاني و الاحتياجات في الحال الحاضر لا تدلّ على أنّ الواضع هو اللّه تعالى أو بوحيه و إلهامه، بل الواضع هو البشر، لا شخص واحد، بل أشخاص كثيرة في مرّ الدهور و تمادي الأزمنة، فما صدر عن بعض الأعاظم [1] في المقام ممّا لا ينبغي أن يُصغى إليه.
كما أنّه لا إشكال في عدم العلاقة الذاتيّة بين الألفاظ و المعاني: [أمّا] قبل الجعل فهو واضح.