الرابع: في الإشكال على الصفات الجارية على ذاته تعالى:
قد يستشكل في الصفات الجارية على اللّه تعالى:
تارةً: بأنّ المشتقّ بمفهومه يقتضي مغايرة المبدأ لما يجري عليه المشتقّ، و المذهب الحقّ عينيّة الذات للصفات [1].
و أُخرى: بأنّ المبدأ في المشتقّات موضوع للحدث، و ذاته تعالى كصفاته فوق الجواهر و الأعراض، فضلاً عن الأحداث.
و التزم بعضهم بالنقل [2] و التجوّز، و هو بعيد، مع أنّا لا نرى بالوجدان تأوّلاً في حملها عليه تعالى، بل الوجدان حاكم بعدم الفرق بين جريانها على ذاته تعالى و على غيره.
فهذا القول ضعيف، و إن لا يرد عليه: أنّ لازم النقل كون جريها عليه لقلقة لسان، أو إرادة المعاني المقابِلة، تعالى عن ذلك [3]؛ و ذلك لأنّ القائل به لمّا رأى أنّ مفاهيم المشتقّات تقتضي زيادة المبادئ عن الذات نزّهه تعالى عنها، و التزم بالنقل إلى ما لا يلزم [منه] الزيادة، فالعالم الجاري عليه تعالى هو نفس العلم، فهو تعالى علم و قدرة و حياة، لا شيءٌ له هذه، فلا يلزم عليه ما ذكر.