في العلائم التي يمتاز بها المعنى الحقيقي من غيره: و ليس الكلام مقصوراً على تشخيص المعنى الحقيقي من المجازي في موارد الاستعمال إذا علم مراد المتكلّم و شكّ فيهما؛ حتّى يقال: إنّ اللفظ في المجاز- بناءً على ما سلف- مستعمل في معناه الحقيقيّ، فالسامع إذا استقرّ ذهنه على المعنى المراد، و لم يتجاوز منه إلى غيره، حكم بأنّه حقيقة، و إن تجاوز إلى غيره حكم بأنّ ذلك الغير مجاز كما قيل [1]، بل من تلك العلامات أو غالبها عرفنا المعنى الحقيقي و لو لم يكن استعمال و لم نكن بصدد تشخيص استعمال اللفظ في المعنى الحقيقي أو المجازي، فلو شككنا في كون لفظ «الماء» موضوعاً لهذا الجسم السيّال المعهود، يكون التبادر طريقاً لإثباته استعمل أولا، بل ربّما يكون الاستعمال مردّداً بين الحقيقة و الغلط لا المجاز.