الكلّي في ذهن السامع بواسطة تذكار [1] بعض التشخّصات يتشخّص الكلّي بوجود مثله، فيكون حال إطلاق اللفظ و إرادة المثل حالهما؛ أي يكون من قبيل الإلقاء لا الاستعمال [2].
مدفوع: بأنّ المراد من الكلّي المذكور إن كان الصورة الحاصلة في ذهن السامع بإيجاد المتكلّم- أي المعلوم بالذات- فلا إشكال في أنّه جزئيّ حقيقيّ، و الغفلة عن التشخّصات لا توجب كلّيّة ما هو متشخّص واقعاً، و إن كان المراد أنّ المتكلّم بواسطة هذه الصورة و الغفلة عن خصوصيّتها يُفهِم بنحوٍ نفسَ الطبيعة بالعرض، فهو حقّ، لكن لا يكون ذلك من قبيل الإلقاء، بل من قبيل الدلالة كسائر الدلالات، فاللفظ الصادر من المتكلّم يكون آلة لإيجاد الصورة في الذهن، و وسيلة لانتقال المخاطب إلى ما هو المراد؛ أي نفس الطبيعة.
لا يقال [3]: يلزم من استعمال اللفظ في نوعه اتّحاد الدالّ و المدلول؛ لأنّ اللفظ المستعمل في نوعه إمّا أن يكون طبيعيّ اللفظ أو شخصه: فعلى الأوّل لزوم اتحادهما واضح، و على الثاني يلزم ذلك فيما إذا كان الحكم شاملاً لموضوع القضيّة الملفوظة، مضافاً إلى تباين الشخص مع الطبيعيّ؛ لأنّه مركّب منه و من التشخّص، و المركّب من المباين، مباين، فعلى فرض الإمكان لا يصحّ