responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مفاتيح الأصول المؤلف : المجاهد، السيد محمد    الجزء : 1  صفحة : 352
على الآخر و يعضد ما ذكرناه ما ذكره السيد الأستاذ رحمه الله فإنه قال تحقيق حال كتاب الفقه المنسوب إلى سيدنا و مولانا أبي الحسن علي بن موسى الرضا عليه السلام مهم جدا و الحاجة إليه ماسة كثيرا و الأمر ملتبس فإن قدماء الأصحاب لم ينصوا عليه و إنما اشتهر في هذه الأعصار المتأخرة و السبب الأقوى في اشتهاره هو خالنا الإمام العلامة المجلسي رحمه الله فإنه أورده في كتاب بحار الأنوار و وزع عبارته على الأبواب و استند إليها في الآداب و الأحكام المشهورة الخالية عن المستند و في الجمع بين الأخبار المتعارضة و قبله والده المحدث فإنه أول من روج هذا الكتاب و نبه في اللوامع و هو شرحه الفارسي على الفقيه على مطابقته لعبارة الصدوقين و فتاوى أكثر الأصحاب و بعدهما الفاضل الفقيه النبيه محمد بن الحسن الأصفهاني المعروف بالفاضل الهدى فقد سلكه في كتاب كشف اللثام في جملة الأخبار و عده رواية عن الرضا عليه السلام و على ذلك جرى جماعة من مشايخنا الأعلام عطر الله مراقدهم و منهم من سكن إليه و اعتمد عليه و أنكره جماعة و تتوقف فيه آخرون و لم ينقل عنه شيخنا المحدث الحر العاملي شيئا في الوسائل و عده من الكتب المجهولة المؤلف في أمل الآمل و ربما زعم بعضهم أنه تصنيف الشيخ الفقيه علي بن الحسين ابن بابويه القمي والد الصدوق و لا ريب في فساد هذا الوهم فإن المغايرة بينه و بين رسالة علي بن بابويه ظاهرة لا ريب فيها و إن وافقها في كثير من العبارات و كتاب الشرائع المنسوب إليه هو بعينه الرسالة إلى ولده كما نص عليه النجاشي و إن أوهم كلام الشيخ في الفهرست كونه غيرها على أن مصنف هذا الكتاب قد انتسب في أوله فقال يقول عبد الله علي بن موسى الرضا عليه السلام و قال في باب الأغسال ليلة تسعة عشر من شهر رمضان هي الليلة التي ضرب فيها جدنا أمير المؤمنين عليه السلام و في باب غسل الميت و تكفينه قال و قد روى أبي عن أبي عبد الله عليه السلام أن المؤمن إذا أقبر ينادي أن أول حباءك الجنة و في كتاب الزكاة أروي عن أبي العالم عليه السلام في تقديم الزكاة و تأخيرها أربعة أشهر و ستة أشهر و في باب الربا و الغيبة روى حديث اللؤلؤة ثم قال و قد أمرني أبي ففعلت هذا و قال في موضع آخر و مما نداوم به نحن معاشر أهل البيت و بالجملة فالكتاب مشحون بما يبطل احتمال كونه لعلي بن بابويه و غيره من الفقهاء فهو إما للإمام عليه السلام أو شي‌ء موضوع عليه و احتمال الوضع فيه بعيد لما يلوح على هذا الكتاب من حقيقة الحق و رويا الصدق و لأن ما اشتمل عليه من الأصول و الفروع و الأخلاق مطابق لمذهب الإمامية و ما صح عن الأئمة عليهم السلام و لا داعي للوضع في مثل ذلك فإن عرض الواضعين تزييف الحق و ترويج الباطل و الغالب وقوعه من الغلات و المفوضة و الكتاب خال عما يوهم ذلك و في البحار ثم ساق عبارته المتقدمة ثم قال و عن المولى التقي والد شيخنا الخال صاحب البحار أنه قال من فضل الله علينا أنه كان السيد الفاضل الثقة المحدث القاضي أمير حسين رحمه الله مجاورا عند بيت الله الحرام سنين كثيرة و بعد ذلك جاء إلى هذا البلد يعني أصفهان و لما تشرفت بخدمته و زيارته قال إني جئتكم بهدية نفسية و هي الفقه الرضوي قال لما كنت في مكة المعظمة جاءني جماعة من أهل قم مع كتاب قديم كتب في زمان أبي الحسن علي بن موسى الرضا عليه السلام و كان في مواضع منه بخطه صلوات الله و سلامه عليه و كان على ذلك إجازات جماعة كثيرة من الفضلاء بحيث حصل لي العلم العادي بأنه تأليفه عليه السلام فاستنسخته منه و قابلت مع النسخة ثم أعطاني الكتاب و استنسخته منه نسخة أخذها بعض الفضلاء ليكتب عليها و نسيت الأخذ ثم جاءني بعد إتمام الشرح العربي على الفقيه المسمى بروضة المتقين و قليل من الشرح الفارسي ثم لما تفكرت فيه ظهر لي أن هذا الكتاب كان عند الصدوق و أبيه و كلما ذكره علي بن بابويه في رسالته إلى ابنه فهو عبارته إلا نادرا و كلما ذكره الصدوق في هذا الكتاب بدون السند فهو أيضا عبارته فرأيت أن أذكر في مواضعه أنه منه لتندفع اعتراضات الأصحاب و شبهاتهم و الظاهر أن هذا الكتاب كان موجودا عند المفيد أيضا و كان معلوما عنده أنه من تأليفه و لذا قال الصدوق أفتى به و أحكم بصحته و الحمد لله رب العالمين و الصلاة على محمد و الأقدمين و قد قال في اللوامع شرح الفقيه عنه نقل الصدوق ابنه في رسالته إليه في مسألة الحدث الأصغر في أثناء غسل الجنابة ما هذه ترجمته الظن إن علي بن بابويه أخذ هذه العبارة و سائر عباراته في رسالته إلى ولده من كتاب الفقه الرضوي بل أكثر عبارات الصدوق التي يفتي بمضمونها و لم يسندها إلى الرواية كأنها من هذا الكتاب و هذا الكتاب ظهر في قم و هو عندنا و الثقة العدل القاضي أمير حسين طاب ثراه استنسخ هذا الكتاب قبل هذا بنحو من عشر سنين و كان في عدة مواضع منه خط الإمام الرضا عليه السلام و أني أشرت إليه و رسمت صورة خطه عليه السلام على ما رسمه القاضي و من موافقة الكتاب لكتاب الفقيه يحصل الظن القوي بأن علي بن بابويه و محمد بن علي كانا عالمين بأن هذا الكتاب تصنيف الإمام عليه السلام و قد جعله الصدوق حجة بينه و بين ربه و لما وقع لي السهو عنه لم يتفق لي ملاحظة إلى هذا الموضع و ماء نقل عنه من هنا إلى آخر الكتاب إن شاء الله تعالى و قال في كتاب الحج في شرح رواية إسحاق بن عمار فيمن ذكر في أثناء السعي أنه ترك بعض الطواف فإن المشهور بين الأصحاب صحة الطواف و السعي إذا كان المنسي من الطواف أقل من النصف و هو موافق لما في الفقه الرضوي و المظنون أن الصدوق كان على يقين

اسم الکتاب : مفاتيح الأصول المؤلف : المجاهد، السيد محمد    الجزء : 1  صفحة : 352
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست