responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : محاضرات في الأصول المؤلف : الخوئي، السيد أبوالقاسم    الجزء : 2  صفحة : 42
وجود النار و تتولد منها، و ليست أجنبية عنها، و هكذا. و على هذا الضوء فمعنى علية ذاته تعالى للأشياء ضرورة تولدها منها و تعاصرها معها، كضرورة تولد الحرارة من النار و تعاصرها معها، و يستحيل انفكاكها عنها غاية الأمر ان النار علة طبيعية غير شاعرة، و من الواضح ان الشعور و الالتفات لا يوجبان تفاوتاً في واقع العلية و حقيقتها الموضوعية، فإذا كانت الأشياء متولدةً من وجوده تعالى بنحو الحتم و الوجوب، و تكون من مراتب وجوده تعالى النازلة بحيث يمتنع انفكاكها عنه، فاذن ما هو معنى قدرته تعالى و سلطنته التامة. على ان لازم هذا القول انتفاء وجوده تعالى بانتفاء شي‌ء من هذه الأشياء في سلسلته الطولية، لاستحالة انتفاء المعلول بدون انتفاء علته.
و اما الثاني فقد تقدم ما يدل من الكتاب و السنة على ان صدور الفعل منه تعالى بإرادته و مشيئته.
و من هنا يظهر ان ما ذكر من الضابط للفعل الاختياري و هو ان يكون صدوره من الفاعل عن علم و شعور، و حيث انه تعالى عالم بالنظام الأصلح فالصادر منه فعل اختياري لا يرجع إلى معنى محصل، بداهة ان علم العلة بالمعلول و شعورها به لا يوجب تفاوتاً في واقع العلية و تأثيرها، فان العلة سواء أ كانت شاعرة أم كانت غير شاعرة فتأثيرها في معلولها بنحو الحتم و الوجوب، و مجرد الشعور و العلم بذلك لا يوجب التغيير في تأثيرها و الأمر بيدها، و إلا لزم الخلف. فما قيل من ان الفرق بين الفاعل الموجب و الفاعل المختار هو ان الأول غير شاعر و ملتفت إلى فعله دون الثاني، فلأجل ذلك قالوا ان ما صدر من الأول غير اختياري و ما صدر من الثاني اختياري لا واقع موضوعي له أصلا، لما عرفت من ان مجرد العلم و الالتفات لا يوجبان التغيير في واقع العلية بعد فرض ان نسبة الفعل إلى كليهما على حد نسبة

اسم الکتاب : محاضرات في الأصول المؤلف : الخوئي، السيد أبوالقاسم    الجزء : 2  صفحة : 42
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست