responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بحوث في الأصول المؤلف : الغروي الإصفهاني، الشيخ محمد حسين    الجزء : 1  صفحة : 46
(ثانيهما) - في ما يعبّر عنه بالحكم الوضعي. و قبل الخوض في مجعوليّته ينبغي تقديم مقدمة هي ان الموجودات الخارجية على قسمين: موجود بوجود ما بحذائه، و موجود بوجود منشأ انتزاعه، أي الموجود تارة له صورة و مطابق في الأعيان كالبياض و ما يشبهه من الاعراض، و أخرى لا صورة له بل لمنشئه و انما هو من حيثيّات ما له صورة في الأعيان، كمقولة الإضافة، فان الفوقية - مثلاً - لا صورة لها بل للسقف الّذي هو منشأ انتزاعها، و حيث ان الوجود الواحد لا يعقل ان يكون وجوداً بالذات لمقولتين، فلا محالة يكون وجوداً بالذات لمقولة و وجوداً بالعرض لمقولة أخرى، و مقولة الإضافة دائماً من هذا القبيل، فهي مقولة من حيث وجودها بوجود منشأ انتزاعها خارجاً مع قطع النّظر عن اعتبار أي معتبر، و اعتبارية من حيث تقوّم فعليتها بالقياس إلى مضايفها، لا انّها من الاعتبارات الذهنيّة كالجنسية و النوعيّة فانها من عوارض الأمور الذهنية بنحو القضية الحينيّة.
إذا عرفت ذلك تعرف ان مجعوليّة الأمور الانتزاعيّة بالعرض لا بالتبع، و الموجود بالعرض لا جعل له غير جعل الموجود بالذات، لأن الإيجاد و الوجود متحدان بالذات، و الموجود بالعرض غير الموجود بالتبع، فان الموجود بالتبع في التكوينيات كالأعراض المتأصّلة التابعة لموضوعاتها جعلاً، فهناك جعلان و مجعولان، و في التشريعيّات كوجوب المقدّمة التابع لوجوب ذيها، فانّهما وجوبان مستقلاّن إلا أن أحدهما من لوازم وجود الآخر. و منه تبيّن أن جعل الانتزاعيّة - في قبال المجعوليّة في كلمات الباحثين في هذه المسألة - وجيه، و ان جعل الانتزاعيّة - من أنحاء الجعل بالتبع و القول به قولاً بالمجعوليّة كما عن شيخنا الأستاذ (قدّس سرّه)«»- مسامحة كما لا يخفى على الخبير النبيه.


اسم الکتاب : بحوث في الأصول المؤلف : الغروي الإصفهاني، الشيخ محمد حسين    الجزء : 1  صفحة : 46
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست