مثلا إذا استدلّ الموجب لصلاة الجمعة بقوله تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ ...[1] الآية. يجيبون: بأنّ الخطاب مع المشافهين، و المشافهون كانوا يصلّون مع الرسول (صلّى اللّه عليه و آله و سلم) أو من ينصبه، فلا نزاع في وجوب الصلاة حينئذ، و أنّ كلّ من هو مثلهم في وجود المنصوب من قبل الشّارع له يكونون مشاركين مع المشافهين إلى يوم القيامة، فالقدر الثابت من الإجماع هو هذا القدر خاصّة، لأنّ غيره محلّ النّزاع.
و أمّا إذا كان الخطاب شاملا لغيرهم إلى يوم القيامة فلا شكّ في الشمول لهم من غير تقييد بوجود المنصوب لإطلاق الآية.
ثمّ إنّك عرفت: أنّ الحكم إذا ورد للرّجل فيفهم [2]، اشتراك المرأة معه فيه، و إذا ورد للمرأة اشترك الرّجل معها، لكن هذا الفهم في الموضع الإجماعيّ، لما عرفت من أنّ المنشأ للفهم هو الإجماع.
و أمّا الموضع الخلافيّ: فذهب بعض المتأخّرين [3]: إلى اختصاص حكم كلّ بنفسه للأصل.
و ربّما [4] مال آخر إلى أنّ الأصل الاشتراك إلاّ أن يثبت الاختصاص، و ربّما كان بناؤه على أنّ الإجماع وقع كذلك، أو انّ من الاستقراء و تتبّع تضاعيف الأحكام يظهر ذلك، أو ممّا روي عن رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلم)