responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الموجز في أُصول الفقه المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 33

فاستخدم الشاعر لفظ «العين» في الشمس، و البصر، و الماء الجاري و الذهب; حيث إنّ المرتمي في الدجى، يطلب الضياء;والمبتلى بالعمى، يطلب العين الباصرة; والإنسان الظم آن يريد الماء; و المستدين يطلب الذهب.

و كقول الشاعر يمدح صديقيه الملقّبين بشمس الدين و بدر الدين:

و لما رأيتُ الشمس والبدر معاً * قد انجلتْ دونهما الدياجي

حقّرْت نفسي و مضيتُ هارباً * و قلت ماذا موضِع السراجِ

يجد الشاعر نفسه ضئيلاً أمام صديقيه، كما أنّ السراج ضئيل دون الشمس والقمر، فيُطلِق الشمسَ و القمر، و يريد من الأوّلين: النيّرين تارة، و صديقيه «شمس الدين» و «بدر الدين»أُخرى، كما يريدمن السراج المصباح تارة، ونفسه ـ الملقّب بسراج الدين ـ أُخرى.

استدل القائل بعدم الجواز بأنّ الاستعمال عبارة عن لحاظ اللفظ وجهاً وعنواناً للمعنى، كأنّ الملقى إلى المخاطب ـ بدل اللفظ ـ هو المعنى دونه ، و لأجل ذلك يسري قبح المعنى وحسنه إلى اللفظ، و ما هو كذلك لا يمكن جعله عنواناً ووجهاً للمعنى الثاني أيضاً، لاستلزامه لحاظاً آخر للّفظ، و المفروض انّه ليس هنا إلاّ لحاظ واحد.

يلاحظ عليه: أنّه لو كان المراد من جعل اللفظ وجهاً وعنواناً هو إفناء اللفظ في المعنى على وجه يذوب فيه، كذوبان الملح في الماء فهو بيّـن البطلان، ولو كان المراد منه أنّ الغرض الذاتي تعلّق بالمعنى دون اللفظ، فهو صحيح، إلاّ أنـّه لامانع من تعلّق الغرض الذاتي في لفظ واحد بمعنيين ويُنظر إليهما بلفظ واحد خصوصاً إذا اقترن الاستعمال بالقرينة الدالة على إرادتهما.

و بثبوت الجواز يظهر بطلان التفصيلين.

اسم الکتاب : الموجز في أُصول الفقه المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 33
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست