اسم الکتاب : مجمع الافكار و مطرح الانظار المؤلف : الآملي، الميرزا هاشم الجزء : 1 صفحة : 4
كتبه الماضون و لا يعلمون أن الناس يحتاجون إلى عين جارية يروى كل عطشان
و ما كتب يكون أقل قليل من ما يحتاج إليه بل أكثر الفروع لا تعرض له في الكلمات
و لا يحصل هذا الا بالتدبر و التفكر و الكتابة كما كان سيرة السلف ليحصل الوصول
إلى مبدأ النور بحسب الوسع حتى انى كنت متفكرا مدة مديدة و في شك ان ما أكتب
من الفقه و الأصول و أحرره هل كان الاحتياج إليه بهذا النحو و هل يكون فيه
رضا صاحب الزمان عليه السّلام خصوصا طبع الأصول و الفقه و لكن كنت في صدد نظم
المطالب و الفكر فيه حسب امر الأستاذ مد ظله و تشويقه ثم في مقام الطبع أيضا
كنت متأملا و لكن بعد مراجعته و طرح ما كان في ذهني فهمت أن ترويج العلم
لا يكون الا بهذا النحو و بالقول المعروف كم ترك الأول للآخر و بعد الاستخارة
بكتاب اللّه تعالى صار العزم شديدا و لذا صرت في صدد طبع ما حررته من الأصول
في الدورة الثانية لبحث شيخي الأستاذ مد ظله مع ما بلغ إليه النّظر بحسب المجال
و ما يقتضيه التقرير و التذييل و اسئل اللّه ان يوفقني و جميع الطلاب لما هو الحق
الحقيق فأن من أنظم الاجتماعات اجتماع كان فقيههم يعنى من يبين حكم أفعالهم
اقرب إلى الواقع و أقل من الخطاء الفقه الذي يكون في صدد بيان أحكامهم
العبادية و الاقتصادية و السياسية الفقه الّذي يكون نسبة الأحكام الأولية كوجوب
الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر موافقة للأحكام الثانوية مثل رفع ما اضطروا إليه.
و حق ان يقال أيها الفقيه الذي تريد ان تكون يوما آمرا و ناهيا لكرة الأرض
بل لسائر الكرات السماوية لو بلغت إليه و كان فيه إنسان مكلف ليس أمرك و نهيك
كأمرك و نهيك لولدك و عيالك فان مفاسد الخطاء فيه كثير و المسئولية شديدة فانظر
إلى دقتك في أصول هذا الفقه و اتخاذ المبنى و البناء عليه و لا تغفل عن ساير آيات
القرآن في غير الأحكام أيضا و ان كنت ممن لا تستطيع الجمع فأرجع سؤال السائل
في كل علم إلى أهله و لا تجعل نفسك حيرى في هذا و ذاك فان الجنون فنون و الفنون
جنون و علينا أن نطلب الأجر من اللّه تعالى في كل ما كنا أهلا له في خدمة العلم
اسم الکتاب : مجمع الافكار و مطرح الانظار المؤلف : الآملي، الميرزا هاشم الجزء : 1 صفحة : 4