responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دراسات في علم الاصول المؤلف : الهاشمي الشاهرودي، السيد علي    الجزء : 1  صفحة : 148

جزء في الخارج وينصرم، ثم يوجد جزء آخر، بخلاف الكلمات النفسيّة، فانّ جميعها موجودة في النّفس عرضا نظير من نظر إلى مكتوب دفعة.

-أدلة الأشاعرة على الكلام النفسيّ‌
و قد استدلوا على ذلك بأمور.
منها: ما يرى في العرف من انه يقول أحد لآخر انّ في نفسي كلام لا أحب انّ أبديه.
و منها: انّ ناظم القصيدة لا بدّ له من نظم القصيدة في نفسه، وإلاّ فلا تتحقّق الألفاظ في الخارج منظمة.
و فيه: انّ ما يكون في النّفس ليس إلاّ العلم وتصوّر الألفاظ والمعاني، وهذا موجود في جميع الأفعال الاختيارية، فانّ المصلي قبل الإتيان بصلاته يتصوّر الصلاة إجمالا ثم يأتي بها خارجا، وهكذا في جميع الأفعال، ولو كان ذلك كلاما نفسيا لزم الالتزام بالصلاة النفسيّ والأكل النفسيّ وغير ذلك.
و منها: انه أسند الكلام إلى اللّه تعالى في قوله: { و كلّم اللّهُ مُوسى‌ تكْلِيماً } [1]، ولو أريد منه الكلام اللفظي فهو حادث، واتصاف القديم بالحادث محال، لاستلزامه حدوث القديم أو قدم الحادث، فلا بدّ وان يكون هناك كلام نفسي قديم يمكن اتصاف القديم به.
و فيه: أولا: انّ ظاهر الآية ان التكلّم كان مع موسى عليه السّلام، وموسى حادث يقينا، والكلام مع الحادث حادث، إلاّ ان يلتزم بقدم موسى أيضا، والقول بأنّ الكلام كان قديما وتعلقه بموسى كان حادثا خلاف ظاهر الآية.
و ثانيا: انّ البارئ تعالى يتصف بغير التكلّم من الصفات كالخلق والرزق ونحو ذلك، فلا بدّ من الالتزام بخلق نفسي ورزق نفسي.


[1]النساء-164.

اسم الکتاب : دراسات في علم الاصول المؤلف : الهاشمي الشاهرودي، السيد علي    الجزء : 1  صفحة : 148
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست