اسم الکتاب : اصول الفقه- ط مكتب الاعلام الاسلامي المؤلف : المظفر، الشيخ محمد رضا الجزء : 1 صفحة : 213
و ملائمة لها باعتبار مالها من نفع و مصلحة , و مما ينبغى ان يفعلها الانسان عند العقلاء .
و قد يكون الفعل حسنا بأحد المعانى , قبيحا أو ليس بحسن بالمعنى
الاخركالغناء ـ مثلا ـ فانه حسن بمعنى الملائمة للنفس و لذا يقولون عنه
انه غذاء للروح ( 1 ) , و ليس حسنا بالمعنى الأول او الثالث فانه لا
يدخل عند العقلاء بما هم عقلاء فيما ينبغى أن يفعل و ليس كمالا للنفس و
ان كان هو كمالا للصوت بما هو صوت فيدخل فى المعنى الاول للحسن من هذه
الجهة , و مثله التدخين أو ما تعتاده النفس من المسكرات و المخدرات فان
هذه حسنة بمعنى الملائمة فقط , و ليس كمالا للنفس و لا مما ينبغى فعلها
عند العقلاء بما هم عقلاء .
2 ـ واقعية الحسن و القبح فى معانيه و رأى الاشاعرة
ان الحسن بالمعنى الأول أى الكمال و كذا مقابله أى القبح أمر
واقعى خارجى لا يختلف باختلاف الأنظار و الاذواق , و لا يتوقف على
وجود من يدركه و يعقله . بخلاف الحسن بالمعنيين الأخيرين .
و هذا ما يحتاج الى التوضيح و التفصيل , فنقول :
1 ـ اما ( الحسن بمعنى الملائمة ) , و كذا ما يقابله , فليس له فى
نفسه إزاء فى الخارج يحاذيه و يحكى عنه , و ان كان منشأه قد يكون أمرا
خارجيا , كاللون و الرائحة و الطعم و تناسق الاجزاء و نحو ذلك .
بل حسن الشىء يتوقف على وجود الذوق العام أو الخاص , فان الانسان
هو الذى يتذوق المنظور او المسموع أو المذوق بسبب ما عنده من ذوق يجعل
هذا الشىء ملائما لنفسه , فيكون حسنا عنده أو غير ملائم فيكون قبيحا
عنده . فاذا أختلفت الاذواق فى الشىء كان حسنا عند قوم قبيحا عند آخرين
. و اذا اتفقوا فى ذوق عام كان ذلك الشىء حسنا عندهم جميعا , أو قبيحا
كذلك .
( 1 ) كأن هذا التعبير يريد أن يحاول قائلوه به دعوى أن الغناء كمال للنفس فى سماعه و هو مغالطة و ايهام منهم .
اسم الکتاب : اصول الفقه- ط مكتب الاعلام الاسلامي المؤلف : المظفر، الشيخ محمد رضا الجزء : 1 صفحة : 213