اسم الکتاب : اصول الفقه- ط مكتب الاعلام الاسلامي المؤلف : المظفر، الشيخ محمد رضا الجزء : 1 صفحة : 212
العلم أو الجاه او الصحة أو المال , و كمن يستنكر بعض اللذات الجسدية استكراها لشؤم عواقبها .
و كل ذلك يدخل فى الحسن و القبح بمعنى الملائم و غير الملائم ,
قال القوشجى فى شرحه للتجريد عن هذا المعنى : (( و قد يعبر عنهما ـ أى
الحسن و القبح ـ بالمصلحة و المفسدة فيقال : الحسن ما فيه مصلحة و
القبح ما فيه مفسدة . و ما خلا منهما لا يكون شيئا منهما . ((
و هذا راجع الى ما ذكرنا , و ليس المقصود ان للحسن و القبح معنى
آخر بمعنى ما له المصلحة او المفسدة غير معنى الملاءمة و المنافرة , فان
استحسان المصلحة انما يكون للملائمة و استقباح المفسدة للمنافرة .
و هذا المعنى من الحسن و القبح ايضا ليس للاشاعرة فيه نزاع , بل
هما عندهم بهذا المعنى عقليان , أى مما قد يدركه العقل من غير توقف على
حكم الشرع . و من توهم أن النزاع بين القوم فى هذا المعنى فقد
ارتكب شططا و لم يفهم كلامهم .
( ثالثا ) انهما يطلقان و يراد بهما المدح و الذم , و يقعان وصفا
بهذا المعنى للأفعال الاختيارية فقط . و معنى ذلك : ان الحسن ما أستحق
فاعله عليه المدح و الثواب عند العقلاء كافة , و القبيح ما استحق عليه
فاعله الذم و العقابعندهم كافة .
و بعبارة أخرى ان الحسن ما ينبغى فعله عند العقلاء , أى ان العقل
عند الكل يدرك انه ينبغى فعله , و القبيح ما ينبغى تركه عندهم , اى ان
العقل عند الكل يدرك انه لا ينبغى فعله أو ينبغى تركه .
و هذا الادراك للعقل هو معنى حكمه بالحسن و القبح , و سيأتى توضيح هذهالنقطة , فانها مهمة جدا فى الباب .
و هذا المعنى الثالث هو موضوع النزاع , فالاشاعرة انكروا أن يكون
للعقلادراك ذلك من دون الشرع , و خالفتهم العدلية فأعطوا للعقل هذا الحق
من الادراك .
( تنبيه ) ـ و مما يجب أن يعلم هنا ان الفعل الواحد قد يكون حسنا
أو قبيحا بجميع المعانى الثلاثة , كالتعلم و الحلم و الاحسان , فانها
كمال للنفس ,
اسم الکتاب : اصول الفقه- ط مكتب الاعلام الاسلامي المؤلف : المظفر، الشيخ محمد رضا الجزء : 1 صفحة : 212