يقول كذا، لأن حجية قوله هو الذي أوجب السؤال عنه، لا أن وجوب السؤال أوجب قبول قوله، كما لا يخفى. ويرد عليه: أولا [1]: أن الاستدلال إن كان بظاهر الآية، فظاهرها بمقتضى السياق إرادة علماء أهل الكتاب، كما عن ابن عباس ومجاهد [2] والحسن وقتادة [3]، فإن المذكور في سورة النحل: * (وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا نوحي إليهم فسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون بالبينات والزبر) *، وفي سورة الأنبياء: * (وما أرسلنا قبلك إلا رجالا نوحي إليهم فسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون) *. وإن كان مع قطع النظر عن سياقها، ففيه: [4] أنه ورد في الأخبار المستفيضة: أن أهل الذكر هم الأئمة (عليهم السلام)، وقد عقد في أصول الكافي بابا لذلك [5]، وأرسله في المجمع عن علي (عليه السلام) [6]. ورد بعض مشايخنا [7] هذه الأخبار بضعف السند، بناء على اشتراك بعض الرواة في بعضها وضعف بعضها في الباقي.
[1] لم ترد " أولا " في (ت)، (ظ) و (ه). [2] مجمع البيان 3: 362. [3] مجمع البيان 4: 40. [4] في جميع النسخ زيادة: " أولا "، ولكن شطب عليها في (ص) و (ل). [5] الكافي 1: 210. [6] مجمع البيان 4: 40. [7] هو السيد المجاهد في مفاتيح الأصول: 597.