responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مصباح الأصول( مباحث حجج و امارات- مكتبة الداوري) المؤلف : الواعظ الحسيني، السيد محمد؛ تقرير بحث السيد أبو القاسم الخوئي    الجزء : 1  صفحة : 126

(تذييل)

اعلم أن لكل لفظ دلالات ثلاث:

(الدلالة الأولى)- كون اللفظ موجباً لانتقال المعنى إلى ذهن السامع مع علمه بالوضع، و هذه الدلالة لا تتوقف على إرادة اللافظ، بل اللفظ بنفسه يوجب انتقال المعنى إلى الذهن، و لو مع العلم بعدم إرادة المتكلم، كما إذا كان نائماً أو سكران أو نصب قرينة على إرادة غير هذا المعنى، كما في قولنا رأيت أسداً يرمي، فان ذهن المخاطب ينتقل إلى الحيوان المفترس بمجرد سماع كلمة الأسد، و إن كان يعلم ان مراد المتكلم هو الرّجل الشجاع، بل هذه الدلالة لا تحتاج إلى متكلم ذي إدراك و شعور، فان اللفظ الصادر من لافظ غير شاعر، بل من غير لافظ يوجب انتقال المعنى إلى ذهن السامع، و بالجملة هذه الدلالة بعد العلم بالوضع غير منفكة عن اللفظ أبداً، و لا تحتاج إلى شي‌ء من الأشياء. و هذه الدلالة هي التي تسمى عند القوم بالدلالة التصورية (مرة) باعتبار ان اللفظ يوجب تصور المعنى في الذهن، و بالدلالة الوضعيّة (أخرى) باعتبار ان منشأها الوضع و هو عبارة عن جعل العلقة بين اللفظ و المعنى، بحيث ينتقل المعنى إلى الذهن عند سماع اللفظ. و المختار عندنا كون الدلالة الوضعيّة غيرها، لأن هذه الدلالة لا تكون غرضاً من الوضع لتكون وضعية، و الأنسب تسميتها بالدلالة الأنسية، إذ منشأها أنس الذهن بالمعنى، لكثرة استعمال اللفظ فيه لا الوضع، لما ذكرناه في بحث الوضع من ان الوضع عبارة عن تعهد الواضع و التزامه بأنه متى أراد تفهيم معنى فلان فهو يتكلم باللفظ الفلان. و عليه فلا يكون مجرد خطور المعنى في الذهن عند سماع اللفظ مستنداً إلى تعهده، بل إلى أنس الذهن به الحاصل من‌

اسم الکتاب : مصباح الأصول( مباحث حجج و امارات- مكتبة الداوري) المؤلف : الواعظ الحسيني، السيد محمد؛ تقرير بحث السيد أبو القاسم الخوئي    الجزء : 1  صفحة : 126
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست