نحمد
اللَّه على آلائه و نعمه، و نشكره على كرمه و مننه، فقد منّ علينا بالهداية و
التوفيق لدراسة أحكام الشريعة و تعليمها و الوصول إلى قواعدها و أصولها، و معرفة
ما يحتاج إليه الفقيه في استنباط الأحكام الشرعيّة الإلهيّة، و نصلّي و نسلّم على
أشرف بريّته محمّد و آله الطاهرين.
ثمّ
إنّه غير خفيّ على البصير أنّ الحوزات العلميّة المقدّسة هي من أشرف نعم اللَّه
تعالى علينا، فلا بدّ لنا من تقويتها و استمرارها و إفاضتها في جميع الأبعاد التي
يحتاج إليها النّاس؛ و من أهمّ المسئوليات الملقاة على عاتقها في هذا العصر
الجديد الذي أصبحت فيه الشريعة الغراء مورداً للشبهات الكثيرة التي يثيرها أعداء
الدين، و ساحةً لما يستجدّ من أبحاث جديدة التصدّي لدرء الشبهات و للدفاع عن كيان
الدين و مؤسّساته، و لا يتحقّق هذا الأمر إلّا بالاطّلاع على المسائل الموجودة في
العالم حول الدين و الفقه، و التفوّق عليها حسب مرور الزمان و مقتضياته. و لا بدّ
في هذا العصر من الاستفادة الكاملة و المفيدة من طلاب العلم و الفضلاء في الحوزة،
و إحداث اطروحات جديدة للوصول إلى الغاية الأساسيّة و هي الاجتهاد في كلّ شعبة من
العلوم الحوزويّة من