اسم الکتاب : غنية النزوع إلى علمي الأصول والفروع المؤلف : ابن زهرة الجزء : 1 صفحة : 78
ركعة [١] ، وقوله : لا صلاة لمن لم يقرأ فيها فاتحة الكتاب [٢].
ولا يجوز
القراءة بغير العربية ، بدليل الإجماع الماضي ذكره ، وطريقة الاحتياط واليقين
لبراءة الذمة ، وأيضا قوله تعالى (إِنّا أَنْزَلْناهُ
قُرْآناً عَرَبِيًّا)[٣] ، وقوله : (بِلِسانٍ عَرَبِيٍّ
مُبِينٍ)[٤] ومن عبر عن معنى القرآن بغير العربية فليس بقارئ على
الحقيقة كما أن من عبر عن معنى شعر امرئ القيس [٥] مثلا بغير العربية لم يكن منشدا لشعرة على الحقيقة ، وأيضا
فلا خلاف في أن القرآن معجز ، والقول بأن العبارة عن معنى القرآن بغير العربية
قرآن يبطل كونه معجزا ، وذلك خلاف الإجماع.
ويجب الجهر
بجميع القراءة في أوليي المغرب ، والعشاء الآخرة ، وصلاة الغداة ، بدليل الإجماع
المشار إليه ، وببسم الله الرحمن الرحيم فقط في أوليي الظهر والعصر من الحمد
والسورة التي تليها عند بعض أصحابنا [٦] وعند بعضهم هو مسنون. والأول أحوط ، لأن من جهر ببسم
الله الرحمن الرحيم برئت ذمته بيقين ، وليس كذلك من لم يجهر بها ، ويجب الإخفات
فيما عدا ما ذكرناه ، بدليل الإجماع المشار إليه.
ولا يجوز أن
يقرأ في فريضة سورة فيها سجود واجب ، وهن أربع : تنزيل السجدة ، وحم السجدة ، والنجم
، واقرأ باسم ربك ، بدليل الإجماع الماضي ذكره ، وطريقة الاحتياط ، واليقين لبراءة
الذمة ، وأيضا فإن في هذه السور سجودا واجبا ،
[١] صحيح مسلم : ٢ ـ
٩ ، وسنن البيهقي : ٢ ـ ٣٨ باب تعيين القراءة بفاتحة الكتاب.
[٢] سنن ابن ماجة : ١
ـ ٢٧٣ برقم ٨٣٧ وعوالي اللئالي : ١ ـ ١٩٦.
[٥] إمرؤ القيس بن
حجر بن الحارث الكندي ، من أشهر شعراء الجاهلية ، يعرف بالملك الضليل ، يماني
الأصل مولده نجد ، تولد سنة ١٣٠ قبل الهجرة ، ومات ٨٠ قبل الهجرة ، لاحظ الاعلام
للزركلي : ٢ ـ ١١ ، والأغاني : ٩ ـ ٧٦ ، والكنى والألقاب : ٢ ـ ٥٦.