اسم الکتاب : غنية النزوع إلى علمي الأصول والفروع المؤلف : ابن زهرة الجزء : 1 صفحة : 299
المسلمون على أن عيسى عليهالسلام ولد آدم وهو من ولد ابنته [١] ، وقد قال النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم في الحسن والحسين عليهماالسلام : ابناي هذان إمامان قاما أو قعدا [٢] ، وإذا وقف على نسله أو عقبه أو ذريته ، فهذا حكمه ، بدليل
قوله تعالى (وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ
داوُدَ وَسُلَيْمانَ) إلى قوله (وَعِيسى وَإِلْياسَ)[٣] ، فجعل عيسى من ذريته ، وهو ينسب إليه من الأم.
وإن وقف على
عترته ، فهم ذريته ، بدليل الإجماع المشار إليه ، وقد نص على ذلك ثعلب [٤] وابن الأعرابي [٥] من أهل اللغة ، وإذا وقف على عشيرته ، أو على قومه ، ولم
يعينهم بصفة ، عمل بعرف قومه في ذلك الإطلاق ، وروي أنه إذا وقف على عشيرته ، كان
ذلك على الخاص من قومه الذين هم أقرب الناس إليه في نسبه. [٦]
وإذا وقف على
قومه ، كان ذلك على جميع أهل لغته من الذكور دون الإناث ، وإذا وقف على جيرانه ولم
يسمهم ، كان ذلك على من يلي داره من جميع الجهات إلى أربعين ذراعا ، بدليل إجماع
الطائفة.
ومتى بطل رسم
المصلحة التي الوقف عليها ، أو انقرض أربابه ، جعل ذلك في وجوه البر ، وروي أنه
يرجع إلى ورثة الواقف [٧] ، والأول أحوط.
[٤] أبو العباس أحمد
بن يحيى النحوي الشيباني المعروف بـ «ثعلب» ، قيل سمي به لأنه إذا سئل عن مسألة
أجاب من ها هنا وها هنا ، فشبهوه بثعلب إذا أغار ، كان إمام الكوفيين في النحو
واللغة ، قرأ على ابن الأعرابي ، مات سنة ٢٩١ ه ـ ، لاحظ تاريخ بغداد : ٥ ـ ٢٠٤
والكنى والألقاب : ٢ ـ ١١٧.
[٥] أبو عبد الله محمد
بن زياد الكوفي ، أحد العالمين باللغة ، أخذ الأدب عن الكسائي وابن السكيت وصاحب
المفضليات ، وأخذ عنه ثعلب وغيره ، مات سنة ٢٣١ ه ـ ، لاحظ الكنى والألقاب : ١ ـ
٢١٠.