اسم الکتاب : غنية النزوع إلى علمي الأصول والفروع المؤلف : ابن زهرة الجزء : 1 صفحة : 271
والمرجع في
تفسير المبهم إلى المقر ، ويقبل تفسيره بأقل ما يتمول في العادة ، وإن لم يفسره ، جعلناه
ناكلا ، ورددنا اليمين على المقر له ، فيحلف على ما يقول ويأخذه ، فإن لم يحلف فلا
حق له.
وإذا قال : له
علي مال عظيم ، أو جليل ، أو نفيس ، أو خطير ، لم يقدر ذلك بشيء ، ويرجع في
تفسيره إلى المقر ، ويقبل تفسيره بالقليل والكثير ، لأنه لا دليل على مقدار معين ،
والأصل براءة الذمة ، وما يفسر به مقطوع عليه ، فوجب الرجوع إليه.
ويحتمل أن يكون
أراد به عظيم عند الله تعالى من جهة المظلمة ، وأنه نفيس جليل عند الضرورة إليه ، وإن
كان قليل المقدار ، وإذا احتمل ذلك وجب أن يرجع إليه في تفسيره ، لأن الأصل براءة
الذمة ، ويحتج على المخالف بما رووه من قوله عليهالسلام : لا يحل مال امرئ مسلم إلا بطيب نفس منه [١] ولأنه يقتضي إلا يؤخذ منه أكثر مما يفسر به.
وإذا قال : له
علي مال كثير ، كان إقرارا بثمانين ، بدليل إجماع الطائفة ، وروي في تفسير قوله
تعالى (لَقَدْ نَصَرَكُمُ
اللهُ فِي مَواطِنَ كَثِيرَةٍ)[٢] ، أنها كانت ثمانين موطنا. [٣]
وإذا قال : له
علي ألف ودرهم ، لزمه درهم ، ويرجع في تفسير الألف إليه ، لأنها مبهمة ، والأصل
براءة الذمة ، وقوله «ودرهم» زيادة معطوفة على الألف ، و
[١] سنن البيهقي : ٦ ـ
١٠٠ و ٨ ـ ١٨٢ وسنن الدار قطني : ٣ ـ ٢٦ وكنز العمال : ١ ـ ٩٢ برقم ٣٩٧ ومسند أحمد
بن حنبل : ٥ ـ ٧٢ و ١١٣.
[٣] تفسير العياشي : ٢
ـ ٨٢ ح ٣٧ والكافي : ٧ ـ ٤٦٣ ح ٢١ ، وسائل الشيعة : ١٦ ب ٣ من أبواب النذر والعهد
ح ١ و ٤ وتفسير التبيان : ٥ ـ ١٩٧ ومجمع البيان : ٥ ـ ١٧ في ذيل الآية : ٢٥ من
سورة التوبة.
اسم الکتاب : غنية النزوع إلى علمي الأصول والفروع المؤلف : ابن زهرة الجزء : 1 صفحة : 271