اسم الکتاب : غنية النزوع إلى علمي الأصول والفروع المؤلف : ابن زهرة الجزء : 1 صفحة : 156
وإن كان قارنا
قال :
اللهم إني أريد
الحج قارنا فسلم لي هدي وأعني على أداء مناسكي ، إلى آخر الدعاء.
وإن كان مفردا
قال :
اللهم إني أريد
الحج مفردا فسلم لي مناسكي وأعني على أدائها إلى آخر الدعاء ، ثم يجب عليه أن ينوي
نية الإحرام على الوجه الذي قدمناه ، ويعقده بالتلبية الواجبة ، وهي :
لبيك اللهم
لبيك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك لبيك.
ولا ينعقد الإحرام
إلا بها أو بما يقوم مقامها من الإيماء لمن لا يقدر على الكلام ، ومن التقليد أو
الإشعار للقارن ، بدليل الإجماع المتكرر وطريقة الاحتياط واليقين لبراءة الذمة ، وأيضا
ففرض الحج مجمل في القرآن ، ولا خلاف أن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم فعل التلبية ، وفعله عليهالسلام إذا ورد مورد البيان كان على الوجوب.
ويعارض المخالف
بما روى من طرقهم أن جبرئيل عليهالسلام أتى النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم فقال له : مر أصحابك أن يرفعوا أصواتهم بالتلبية فإنها
من شعار الحج [١] وهذا نص ، وبقوله لعائشة : انقضي رأسك وامتشطي واغتسلي
ودعي العمرة ، وأهلي بالحج [٢] ، والإهلال هو التلبية ، وأمره على الوجوب ، وليس لهم
أن يقولوا : المراد بالإهلال : الإحرام لأن الإهلال في لغة العرب رفع الصوت ، ومنه
قولهم : استهل الصبي : إذا صاح ، ومنه سمي الهلال هلالا ، لارتفاع الأصوات عند
رؤيته ، ويبطل ذلك ما رووه عن ابن عباس من قوله : إنه صلىاللهعليهوآلهوسلم أهل في مصلاه ، وحين مرت به راحلته ،