وفى بعض الاخبار والتصريح ببغضه سبحانه له في بعض اخر وبكونه الة الهلاك في ثالث وعده من الكباير في رابع كما علمائنا ايضا قال ابن خاتون العاملي في شرحه الفارسى على اربعين شيخنا البهائي بعد عد الكباير ما ترجمته وزاد بعضهم اربعة عشر ذنبا وعدها من الكباير الى ان قال العاشر الاسراف في مال نفسه أي صرفه زايدا على القدر الذى ينبغى انتهى والظاهر ان الاجماع على حرمته بعد الآيات المذكورة كفافا مؤنة الاشتغال ببيان ذلك البحث الثاني في بيان ما هو اسراف وتعيين موارده ومصاديقه قال الجوهرى في الصحاح السرف ضد القصد والسرف الاغفال والخطل وقد سرفت الشئ بالكسر إذا اغفلته وجهلته الى ان قال والاسراف في النفقة التبذير وقال الفيروز آبادى في القاموس السرف محركة ضد القصد والاغفال والخطآء الى ان قال والاسراف التبذير وما انفق في غير طاعة وقال ابن اثير في نهايته وفى حديث عايشة ان اللحم سرفا كسرف الخمر أي ضراوة كضراوتها وشدة كشدتها لان من اعتادها ضرى باكله فاسرف فيه فعل مد من الخمر في ضراوته بهما وقلة صبره عنها وقيل اراد بالسرف الغفلة يقال رجل سرف الفؤاد أي غافل وسرف العقل أي قليله وهو من الاسراف والتبذير في النفقة لغير حاجة أو في غير طاعة الله شبهت ما يخرج في الاكثار من اللحم بما يخرج في الخمر وقد تكرر ذكر الاسراف في الحديث والغالب على ذكره الاكثار من الذنوب والخطايا واختفاء الاوزار والاثام وقال الطريحي في مجمع البحرين قوله تعالى ولا تسرفوا الاسراف اكل ما لا يحل وقيل مجاوزة القصد في الاكل مما احل قيل ما انفق في غير طاعة الله تعالى وفى حديث الاصبغ بن نباتة عن امير المؤمنين عليه السلام للمسرف ثلاث علامات ياكل ما ليس له ويشترى ما ليس له ويلبس ما ليس له كان المعنى ياكل ما لا يليق بحاله اكله ويشترى ما لا يليق بحاله شرائه ويلبس مالا يليق بحاله لبسه وقال ابن مسكوية في كتاب ادب الدنيا والدين السرف هو الجهل بمقادير الحقوق والتبذير هو الجهل بمواقع الحقوق واما المضرون فقال الشيخ الجليل على بن ابراهيم القمى في تفسير قوله سبحانه والذين إذا انفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا الى اخرها والاسراف الانفاق في المعصية من غير حق ولم يقتروا لم ينجلوا عن حق الله والقوام العدل والانفاق في ما امر الله وقال الشيخ أبو على الطبرسي في مجمع البيان في تفسير قوله سبحانه كلوا واشربوا ولا تسرفوا أي لا تجاوزوا الحلال الى الحرام قال مجاهد لو انفقت مثل احد في طاعة الله لم تك مسرفا ولو انفقت درهما أو مدا في معصية الله لكان اسرافا و قيل معناه لا تخرجوا عن حد الاستواء في زيادة المقدار الى ان قال وقيل معناه لا تأكلوا محرما ولا باطلا على وجه لا يحل والكل الحرام وان قل اسراف ومجاوزة للحد وما استقبحه العقلاء وعاد بالضرر عليكم فهو ايضا اسراف لا يحل كمن يطبخ القدر بماء الورد ويطرح فيه المسك وكمن لا يملك الا دينارا فاشترى به طيبا فتطيب به وترك عياله محتاجين انه لا يحب المسرفين أي يبغضهم لانه سبحانه قد ذمهم به ولو كان بمعنى لا يحبهم ولا يبغضهم لم يكن ذما لهم ولا مدحا وقال في جوامع الجامع في تفسير قوله تعالى انكم لتأتون الرجال الى قوله بل انتم قوم مسرفون متجاوزون الحد في الفساد حتى تجاوزتم المعتاد الى غير المعتاد وقال الزمخشري في الكشاف في تفسير قوله عز شانه إذا انفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا الاية القتر والاقتار والتقتير التضييق الذى هو نقيض الاسراف والاسراف مجاوزة الحد في النفقة ووصفهم بالقصد الذى هو بين الغلو والتقصير وبمثله امر رسول الله صلى الله عليه وآله ولا تجعل يدك الاية وقيل الاسراف انما هو الانفاق في