responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح أصول الكافي المؤلف : المازندراني، الملا صالح    الجزء : 10  صفحة : 287
الخلاف انما هو في الذكر بالقلب بالتهليل والتسبيح ونحوهما وفي الذكر باللسان به لا في الذكر الخفي الذي هو الكفر وفي الذكر باللسان فإن الفكر لا تقاربه ذكر اللسان فكيف يفاضل معه، ثم هذا الخلاف إذا كان القلب في ذكر اللسان حاضرا وأما إذا كان لاهيا فذكر اللسان لغو لا ذكر. فمن رجح ذكر القلب قال، لأن عمل السر أفضل، ومن فضل ذكر اللسان قال، لأن فيه زيادة عمل الجوارح على عمل ذكر القلب وزيادة العمل يقتضي زيادة الاجر. أقول وما ذكر من أنه لابد من حضور القلب كأنه أراد به النية فإن خلا الذكر عن النية فهو لغو ثم ان صحبته النية من الشروع الى التمام فهو الغاية المطلوبة وأن صحبته في الشروع وغربت في الاثناء فالظاهر أنه إذا كان أصل العمل لله تعالى وعلى ذلك عقد فلا يضره ما يعرض من الخطرات التي يقع في القلب ولا يملك ولذلك اعتبروا النية الحكمية في الوضوء والصلاة ونحوهما دون الفعلية، ثم اختلفوا في ان ذكر القلب هل تكتبه الملائكة وتعلمه ؟ قيل: نعم لأن الله تعالى يجعل عليه علامة، وقيل: لا، لأنهم لا يطلعون عليه، أقول في باب المصافحة ما يشعر بالثاني. * الأصل: 2 - عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن إسماعيل بن مهران، عن سيف بن عميرة، عن سليمان بن عمرو، عن أبي المغرا الخصاف، رفعه، قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): من ذكر الله عز وجل في السر، فقد ذكر الله كثيرا، إن المنافقين كانوا يذكرون الله علانية ولا يذكرونه في السر، فقال الله عز وجل: * (يراؤن الناس ولا يذكرون الله إلا قليلا) *. 3 - عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن ابن فضال، رفعه، قال: قال الله عز وجل لعيسى (عليه السلام): يا عيسى اذكرني في نفسك أذكرك في نفسي واذكرني في ملاءك أذكرك في ملاء، خير من ملاء الادميين، يا عيسى ألن لي قلبك وأكثر ذكري في الخلوات واعلم أن سروري أن تبصبص إلي ولكن في ذلك حيا ولا تكن ميتا. 4 - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد، عن حريز، عن زرارة، عن أحدهما (عليهما السلام) قال: لا يكتب الملك إلا ما سمع وقال الله عز وجل: * (واذكر ربك في نفسك تضرعا وخيفة) * فلا يعلم ثواب ذلك الذكر في نفس الرجل غير الله عز وجل لعظمته. * الشرح: قوله: (قال الله عز وجل لعيسى (عليه السلام): يا عيسى اذكرني في نفسك أذكرك في نفسي) قيل النفس
[ 287 ]
تطلق على الدم وعلى نفس الحيوان وعلى الذات وعلى الغيب ومنه قوله تعالى: * (ولا أعلم ما في نفسك) * أي في غيبك والأولان يستحيلان في حقه تعالى دون الأخيرين، إذا عرفت هذا فنقول تطلق على الدم وعلى نفس الحيوان وعلى الذات وعلى الغيب ومنه قوله تعالى: * (ولا أعلم ما في نفسك) * أي في غيبك والأولان يستحيلان في حقه تعالى دون الأخيرين، إذا عرفت هذا فنقول المراد بالذكر النفساني في قوله تعالى: " اذكرني في نفسك " ذكر لا يعرفه غير الذاكر، وفي قوله: " اذكرك في نفسي " جزاء ذلك الذكر يعني أجازيك وأرحمك لأجل الذكر فسمى جزاء الذكر ذكرا وليس المراد به الذكر المقابل للنسيان لأن الذكر بهذا المعنى ثابت له تعالى سواء ذكره العبد أم لا أو المراد أذكرك من حيث لا يطلع عليه أحد فإن العبد إذ ذكره تعالى بحيث لا يطلع عليه أحد أثابه تعالى ثوابا لا يطلع عليه أحد كما قال تعالى: * (فلا تعلم نفس ما اخفى لهم من قرة أعين) * فأخبر سبحانه بأنه انفرد بعلم بعض ما يجازي به عباده الصالحين والله أعلم. (اذكرني في ملاءك) إشارة إلى الذكر الجلى ويندرج فيه فعل الطاعات ظاهرا والامر بالمعروف والنهي عن المنكر أيضا لأن كل واحد منها من أفراد الذكر. (اذكرني في ملاء خير ملاء الادميين) أي أظهر ذكرك أياي للملائكة والروحانيين ليثنوا عليك أو أظهر ثواب ذكرك لهم أو أظهر فضلك وشرفك على الإطلاق لهم. (وأعم أن سروري أن تبصبص) التبصبص التملق من خوف أو طمع، (وكن في ذلك حيا ولا تكن ميتا) أي كن حاضر القلب ولا تكن ساهيا غافلا فإن القلب الساهي الغافل عن ذكره تعالى وعن أدراك الحق ميت والقلب العاقل الذاكر حي، وقوله تعالى: * (أفمن كان ميتا فأحييناه) * و: * (إنك لا تسمع الموتى) * أشار إلى هذين القلبين ".


اسم الکتاب : شرح أصول الكافي المؤلف : المازندراني، الملا صالح    الجزء : 10  صفحة : 287
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست