responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : حقائق الأصول المؤلف : الحكيم، السيد محسن    الجزء : 2  صفحة : 214

فلا إطلاق فيه أصلا و مثل آية النفر إنما هو بصدد بيان الطريق المتوسل به إلى التفقه الواجب لا بيان ما يجب فقهه و معرفته كما لا يخفى، و كذا ما دل على وجوب طلب العلم إنما هو بصدد الحث على طلبه لا بصدد بيان ما يجب العلم به. ثم إنه لا يجوز الاكتفاء بالظن فيما يجب معرفته عقلا أو شرعاً حيث انه ليس بمعرفة قطعاً فلا بد من تحصيل العلم لو أمكن و مع العجز عنه كان معذوراً ان كان عن قصور لغفلة أو لغموضة المطلب مع قلة الاستعداد كما هو المشاهد في كثير من النساء بل الرّجال بخلاف ما إذا كان عن تقصير في الاجتهاد و لو لأجل حب طريقة الآباء و الأجداد و اتباع سيرة السلف فانه كالجبلي للخلف و قلما عنه تخلف و المراد من المجاهدة في قوله تعالى:

(و الذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا) هو المجاهدة مع النّفس بتخليتها عن الرذائل و تحليتها بالفضائل و هي التي كانت أكبر من الجهاد لا النّظر و الاجتهاد لا غير (1) (قوله: فلا إطلاق) يعني يعرف به موضوع المعرفة (2) (قوله:

لا بيان ما يجب) فلا إطلاق لها أيضا و نحوه ما يأتي (3) (قوله: كما هو المشاهد) إشارة إلى الخلاف في وجود القاصر الّذي ربما نسب إلى المشهور القول بنفيه لما دل على حصر المكلف بالمؤمن و الكافر و ان الكافر مخلد في النار بضميمة ما دل على قبح تعذيب القاصر، و لقوله تعالى: «لئلا يكون للناس على اللَّه حجة بعد الرسل» و لقوله تعالى: (و الذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا) و قد استدل المصنف- (رحمه اللَّه)- على وجوده بالوجدان و المشاهدة. و الإنصاف يقتضي الإذعان بما ذكر إذ لا يمكن التشكيك في وجود كثير من الرّجال و النساء بمرتبة من الغفلة و قلة الاستعداد (4) (قوله: هو المجاهدة مع) هذا جواب عن الاستدلال بالآية على عدم وجود القاصر، و يمكن الجواب عنها أيضاً بأنه لو سلم عمومها للاجتهاد و النّظر إلا أنها لا تنافي عدم الاهتداء لعدم الاجتهاد من جهة الغفلة و قلة الاستعداد، كما يمكن الجواب عن الآية الأولى بأن المراد من الحجة

اسم الکتاب : حقائق الأصول المؤلف : الحكيم، السيد محسن    الجزء : 2  صفحة : 214
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست