responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المحكم في أصول الفقه - ط مؤسسة المنار المؤلف : الحكيم، السيد محمد سعيد    الجزء : 1  صفحة : 112


بعضهم ترتبها ، كما يأتي إن شاء الله تعالى .
كما أنه لا يحسن إهمال ذلك رأسا ، لعدم خلوه عن الفائدة .
فلنقتصر على بيان ما يتضح لنا فعلا بعد النظر في كلماتهم ، مع التوكل على الله سبحانه وطلب العون والتسديد منه .
فنقول : الظاهر أن جملة من الحروف لم توضع للحكاية عن معان متقررة في عالم الخارج أو الاعتبار أو الانتزاع ، ليقع الكلام في أن معانيه كلية أو جزئية ، بل هي موضوعة لايجاد معانيها في عالم الكلام والتلفظ ، فمعانيها - كما قيل - إيجادية ، لا إخطارية ذات وجود ذهني مطابق لوجودها الحقيقي في عالمه .
كما هو الحال في مثل أدوات التمني والترجي والنداء والاستفهام والطلب والنهي ونحوها ، فكما يكون لهذه الأمور واقع نفسي في الجملة يكون لها وجود كلامي بأدواتها المعهودة .
وليس الواقع النفسي محكيا بهذه الأدوات على أن يكون هو المدلول المطابقي لها ، بل هو داع لايجاد مضامينها في عالم اللفظ والكلام ، كما قد يكون داعيا لوجودها بالإشارة ، فكما يشير الانسان بيده مستفهما بداعي حث المخاطب على الاعلام والافهام يتكلم بأدوات الاستفهام بالداعي المذكور .
ولذا لا يكون الاتيان بها من دون تحقق ما يناسبها في النفس كذبا وإن قصد إظهاره بها ، بل لا يكون حينئذ إلا إبهاما وتغريرا .
كما لا يكون الاتيان بها بداع آخر بقرينة مجازا ، لعدم انسلاخها عما سيقت له بحسب وضعها ، وهو الوجود الكلامي للمعاني المذكورة ، كما في الاستفهام بداعي الانكار ، والنداء بداعي التواجد .

اسم الکتاب : المحكم في أصول الفقه - ط مؤسسة المنار المؤلف : الحكيم، السيد محمد سعيد    الجزء : 1  صفحة : 112
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست