وهذه الكبائر
المعدودة عند التأمل ترجع إلى ما يتعلق بالضروريات الخمس التي هي مصلحة : الأديان
، والنفوس ، والعقول ، والأنساب ، والأموال.
فمصلحة الدين (منها)
ما يتعلق بالاعتقاد ، وهو إما كفر ، وهو الشرك بالله ، أو ليس بكفر ، وهو ترك
السنة ، إذا لم ينته إلى الكفر ، وتدخل فيه مقالات المبتدعة من الأمة كالمرجئة ،
والخوارج ، والمجسمة. وقد يكون الاعتقاد في نفسه خطأ وإن لم يسم كفرا ولا بدعة ،
كالأمن من مكر الله ، واليأس من روح الله. ويدخل فيه كل ما أشبه كالسخط بقضاء الله
، والاعتراض في قدره.
وقد يكون من
أفعال القلوب المتعدية ، كالكبر ، والمكر ، والحسد ، والغل للمؤمنين.
ومن مصالح
الدين ما يتعلق بالبدن ، إما قاصرا ، كالإلحاد في الحرم ، فيدخل فيه شبه كإخافة
المدينة الشريفة ، والإلحاد فيها ، والكذب على النبي صلىاللهعليهوآله والأئمة عليهمالسلام.
وإما متعديا ،
وقد نصّ منها على النميمة ، والسحر ، والفرار [٣] من الزحف ، ونكث الصفقة ، لأن ضرره متعد.
وأما مصلحة
النّفس ، فكالقتل بغير حق. وتدخل فيه جناية الطرف.