تجديد نية [لأفرادها] [1] و إن كان كل واحد منها مبائنا لصاحبه، كالتعقيب [2] و السيرة قاضية بذلك. و قد جعل جماعة من المتأخرين أمثال هذه الأشياء ردا على المتقدمين القائلين بالإخطار، و المخلص عنه واضح.
و رابعها: أن بعد اعتبار معنى الإخلاص
لا ريب في أن قصد الرياء بمعنى: أن يكون المقصود منه التقرب إلى غير الله تبارك و تعالى للتوصل إلى الأغراض النفسانية مناف له مبطل للعبادة، لانتفاء شرطها. و حكي عن المرتضى (رحمه الله) إسقاط الثواب بالرياء، و لم يوجب الإعادة [3] و هو شاذ، و تمام الكلام في الفروع. و أما غير الرياء فالغايات متعددة: 1) [4] التعبد لله تعالى خالصا عن جميع الشوائب و الصفات. و 2 قصد قربه [5] تعالى و الارتباط بالحضرة القدسية، و معناه باللسان الواضح: تعرية النفس عن النقائص و الأدناس، و إرادة ترقيها إلى مدارج مراتب التجرد و التخلص عن التعلقات المعنوية، و لا طريق لذلك إلا الثبات في إطاعة الحضرة الأحدية، و إلى هذا المقام يشير الأمام بالحق علي أمير المؤمنين (عليه السلام): (و خلق الإنسان ذا نفس ناطقة إن زكاها بالعلم و العمل فقد شابهت أوائل جواهر عللها [6] و إذا اعتدل مزاجها و فارقت الأضداد فقد شارك بها السبع الشداد [7]. و هذا هو المعنى الذي يقصده أرباب المجاهدة. و 3 كونه تعالى أهلا للعبادة. قال الشهيد في القواعد: و هو أكمل مراتب الإخلاص، و إليه أشار (عليه السلام) بقوله: (ما عبدتك طمعا في جنتك، و لا خوفا من