الحمد لله رب العالمين، و الصلاة و السلام على الصادع بالرسالة محمد المصطفى و على أهل بيته أمناء الوحي و التنزيل، و اللعنة الدائمة على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين. و بعد، فقد حفلت سيرة علماء الشيعة الأبرار و فقهاء الطائفة الناجية الأخيار (رضوان الله عليهم جميعا) بالعطاء الوافر في مختلف حقول العلم و المآثر بحيث يقصر البيان و يعي اللسان عن وصف الجهود و المتاعب التي تحملها أولئك الأفذاذ في تنقيح المطالب و بلورة الأفكار و استخلاص الجواهر و الدرر من بيانات الشرع المقدس كتابا و سنة و تأسيس القواعد و تثبيت الأصول في فنون العلم المختلفة مما سهل على من تأخر عنهم من الباحثين الوصول إلى معرفة مذاق الشريعة و مقاصد حملتها و خزانها أهل البيت (عليهم السلام)، فلله درهم و على الله أجرهم. و الكتاب الماثل بين يديك عزيزنا القارئ مثال صادق لتلكم المساعي و الجهود المبذولة، فقد انبرى فقيه الطائفة و فخر الشيعة السيد السند المير عبد الفتاح الحسيني المراغي (طيب الله رمسه و قدس الله نفسه) لنضد القواعد و الأصول المتلقاة من معدن العلم و الحكمة و نظم قوانين الفصول التي ينبغي الاستناد إليها في معرفة أحكام الشريعة و استنباط حلالها و حرامها، و سماه