بجهالة [1]، و إن الدين أوسع من ذلك [2]. و في رواية الاحتجاج الطويلة في عد ما رفع الله عن هذه الأمة: رفع الخطأ و النسيان و قبول الصلاة في أي مكان، و كون الماء و الأرض طهورا، و كون القربان في بطون الفقراء و المساكين و عدم انفكاكه من ثواب أخروي إن قبل و عن رفع عقوبة دنيوية إن لم يقبل، و كون الصلوات في أطراف الليل و النهار، و كونها في خمس أوقات، لا في خمسين كما في الأمم السالفة، و كون الحسنة بعشرة، و ستر الذنوب و في الأمم السالفة كانت تكتب على أبوابهم، و قبول التوبة بلا عقوبة و في الأمم السالفة كان يحرم عليهم بعد التوبة أحب الطعام إليهم [3]. و هذه كلها من الإصار التي حملت على الأمم السالفة دون هذه الأمة. إذا عرفت هذه الجملة، فنقول: لا كلام في امتناع التكليف بما لا يطاق. و يدلُّ عليه قوله تعالى لٰا يُكَلِّفُ اللّٰهُ نَفْساً إِلّٰا وُسْعَهٰا[4] و الوسع: هو الطاقة، نص عليه جماعة من أهل اللغة [5]. و قوله تعالى رَبَّنٰا وَ لٰا تُحَمِّلْنٰا مٰا لٰا طٰاقَةَ لَنٰا بِهِ[6]. و قوله تعالى في رواية الاحتجاج: و ذلك حكمي في جميع الأمم أن لا اكلف خلقا فوق طاقتهم [7]. و رواية المعلى عن الصادق (عليه السلام): إنا و الله لا ندخلكم إلا فيما يسعكم [8]. و التقريب ما مر في الآية.