responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأصول العامة للفقه المقارن المؤلف : الحكيم، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 483


وهو ما تقتضيه مناسبة الحكم والموضوع إذ لا خصوصية للرسول في هذا الموضع ظاهرا فيكون مؤداها نفي استحقاق العقاب قبل قيام الحجة لدى المكلف وهو مؤدى البراءة .
وأشكل على هذه الاستفادة :
1 - ان الآية لم تنف أكثر من فعلية العقاب وهي أعم من الاستحقاق الذي هو وليد شغل الذمة وعدمه ، وليس هناك ما يمنع من ثبوت الاستحقاق وارتفاع العقاب بالعفو أو إذهاب السيئة بالحسنة ، والذي يفيد في الدلالة على البراءة هو نفي الاستحقاق عنه ، الكاشف عن عدم انشغال ذمة المكلف لا نفي فعلية العقاب ، لان نفي فعليته قد يكون - حتى مع ثبوت التكليف واقعا - بالعفو وغيره .
وأجيب بأن لسان الآية يأبى مثل هذا الحمل ، أعني الحمل على نفي الفعلية ، لان التعبير بقوله : ( وما كنا معذبين ) وما يشبهه من التعبيرات الواردة في القرآن الكريم أمثال ( وما كان الله ليضل قوما [1] ) ( وما كان الله ليذر المؤمنين [2] ) ، كلها تدل على أن هذه الأمور مما لا تليق نسبتها إليه سبحانه .
وأظن ان الجو التعبيري الذي يرسمه هذا النوع من الأداء يقرب هذا المعنى .
وإذا صح هذا المعنى فمع وفرض استحقاق العبد للعذاب ، فأي مانع من نسبة صدوره إلى الله ، ولماذا لا تليق نسبته إليه تعالى ؟
فالحق - كما استفيد - ان أمثال هذه التعبيرات واردة لنفي الاستحقاق وحاشا لله ان يعذب من لا يستحق .
وأشكل أيضا ان الآية واردة في مقام نفي العذاب الدنيوي كما يقتضيه



[1] التوبة / 115 .
[2] آل عمران / 179 .

اسم الکتاب : الأصول العامة للفقه المقارن المؤلف : الحكيم، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 483
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست