responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رحلة ابن خلدون المؤلف : محمّد بن تاويت الطنجي    الجزء : 1  صفحة : 316

بذكر القوم بما يناسبهم ، ويوفي حقّهم ووصفت المقام ، وكان نصّها :

الحمد لله الذي بدأ بالنعم قبل سؤالها ، ووفّق من هداه للشّكر على منالها ، وجعل جزاء المحسنين في محبّته ، ففازوا بعظيم نوالها ؛ وعلّم الإنسان الأسماء والبيان ، وما لم يعلم من أمثالها ، وميّزه بالعقل الذي فضّله على أصناف الموجودات وأجيالها ، وهداه لقبول أمانة التكليف ، وحمل أثقالها ؛ وخلق الجن والإنس للعبادة ، ففاز منهم بالسعادة من جدّ في امتثالها ، ويسّر كلا لما خلق له ، [١] من هداية نفسه أو إضلالها ، وفرغ ربّك من خلقها وخلقها وأرزاقها وآجالها.

والصلاة على سيّدنا ومولانا محمد نكتة الأكوان وجمالها ، والحجّة البالغة لله على كمالها ، الذي رقّاه في أطوار الاصطفاء ، وآدم بين الطّين والماء ، فجاء خاتم أنبيائها وأرسالها ، [٢] ونسخ الملل بشريعته البيضاء فتميّز حرامها من حلالها ، ورضي لنا الإسلام دينا ، فأتمّ علينا النعمة بإكمالها. [٣]

والرّضى عن آله وأصحابه غيوث رحمته المنسجمة وطلالها ، [٤] وليوث ملاحمه [٥] المشتهرة وأبطالها. وخير أمّة أخرجت للناس ، في توسّطها واعتداله ، وظهور الهداية والاستقامة في أحوالها ، صلّى الله عليه وعليهم صلاة تتّصل الخيرات باتّصالها ، وتنال البركات من خلالها.

أما بعد فإنّ الله سبحانه لما أقرّ هذه الملّة الإسلامية في نصابها ، وشفاها من


[١] يشير إلى الحديث : «كل ميسر لما خلق له» ، الذي رواه الإمام أحمد في مسنده» ، وانظر «كنوز الحقائق» للمناوى.

[٢] ورد في كلام كثير من علماء المغرب والأندلس ، جمع رسول على «أرسال». ولم يرد في معاجم اللغة هذا الجمع.

[٣] يشير إلى الآية ٣ من سورة المائدة : (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ، وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي ، وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً).

[٤] الطلال جمع طلل ؛ وهو أخف المطر.

[٥] الملاحم جمع ملحمة ؛ وهي الوقعة العظيمة القتل ، وموضع القتال ، والحرب.

اسم الکتاب : رحلة ابن خلدون المؤلف : محمّد بن تاويت الطنجي    الجزء : 1  صفحة : 316
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست