لما وقع العزم الذي وفّقه [٥٠] الله على مصالح هذه الجزيرة ، والقصد المعرب عن كريم العقيدة وفضل السريرة ، على تفقد بلادها وأقطارها ، وتمهيد أوطانها ، وتيسير أوطارها ، رأى من قلّده الله أمورها ، ووكل إلى حمايته ثغورها ، مولانا وعصمة ديننا ودنيانا أمير المسلمين وظلّ الله على العالمين أبو الحجّاج [٥١] بن مولانا أمير المسلمين وكبير الملوك العادلين [٥٢] الصالحين أبي الوليد [٥٣] إسماعيل بن [٥٤] مولانا الهمام الأعلى ، الذي تروى مفاخره وتتلى ، أبي سعيد [٥٥] حفظ الله منه على الأيام بحر الندى ، وبدر المنتدى ، وسابق الفخر البعيد المدى [٥٦] وشمله برواق عصمته كلّما راح واغتدى ، أن يباشرها بنفسه ، ويجعل آفاقها مطالع شمسه ، نظرا للإسلام وقياما بحقّه ، وعملا على ما يقرّبه ممّن استخلفه على خلقه ، في وجهة خالفها الغمام المنسجم [٥٧] ، وقصبة [٥٨] قضى لها بالسعد من لا ينجم [٥٩] ، فكان البروز إليها [٦٠] يوم