responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : حسن المحاضرة في أخبار مصر والقاهرة المؤلف : جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي    الجزء : 1  صفحة : 80

قال : ومن عجائبها القبّة الخضراء ، وهي أعجب قبّة ملبّسة نحاسا ، كأنّه الذهب الإبريز [١] ، لا يبليه القدم ، ولا يخلقه الدهر.

وقال : ومن عجائبها منية عقبة ، وحصن فارس ، وكنيسة أسفل الأرض ؛ وهي مدينة على مدينة ، وليس على وجه الأرض مثلها ، ويقال إنّها إرم ذات العماد ، سمّيت بذلك لأنّ عمدها لا يرى مثلها طولا وعرضا.

وقال صاحب مرآة الزمان : كان للإسكندر أخ يسمّى الفرما ، فلمّا بنى الإسكندر الإسكندريّة ، بنى الفرما الفرما على نعت الإسكندريّة. ولم تزل مدينة الإسكندريّة بهجة يرتاح إليها كلّ من رآها ، ولم تزل الفرما مذ بنيت رثّة ، فلمّا فتحت الإسكندريّة قال عوف بن مالك لأهلها : ما أحسن مدينتكم! فقالوا : إنّ الإسكندر لمّا بناها قال : هذه مدينة فقيرة إلى الله تعالى غنيّة عن الناس ، فبقيت بهجتها. ولمّا فتحت الفرما قال أبرهة بن الصّباح لأهلها : ما أخلق [٢] مدينتكم! قالوا : إنّ الفرما لما بناها قال : هذه المدينة غنيّة عن الله ، فقيرة إلى الناس ، فذهبت بهجتها.

ذكر دخول عمرو بن العاص مصر في الجاهلية

أخرج ابن عبد الحكم ، عن خالد بن يزيد ، أنّه بلغه أنّ عمرا قدم إلى بيت المقدس لتجارة في نفر من قريش ، وإذا هم بشمّاس [٣] من شمامسة الروم من أهل الإسكندريّة ، قدم للصّلاة في بيت المقدس ، فخرج في بعض جبالها يسيح ، وكان عمرو يرعى إبله وإبل أصحابه ، وكانت رعية الإبل نوبا بينهم ؛ فبينما عمرو يرعى إبله إذ مرّ به ذلك الشمّاس ، وقد أصابه عطش شديد في يوم شديد الحرّ ، فوقف على عمرو ، فاستسقاه ؛ فسقاه عمرو من قربة له ، فشرب حتّى روي ؛ ونام الشمّاس مكانه ، وكان إلى جانب الشمّاس حيث نام حفرة ، فخرجت منها حيّة عظيمة ، فبصر بها عمرو فنزع لها بسهم فقتلها ؛ فلمّا استيقظ الشّماس نظر إلى حيّة عظيمة قد أنجاه الله منها ، فقال لعمرو : ما هذه؟ فأخبره عمرو أنّه رماها بسهم فقتلها ، فأقبل إلى عمرو ، فقبّل رأسه ، وقال : قد أحياني الله بك مرّتين : مرّة من شدّة العطش ، ومرّة من هذه الحيّة ، فما أقدمك هذه البلاد؟ قال : قدمت مع أصحاب لي نطلب الفضل من تجارتنا ، فقال له


[١] الإبريز : الخالص.

[٢] خرابها أو زوال جمالها.

[٣] الشمّاس : مرتبة دون القسّيس.

اسم الکتاب : حسن المحاضرة في أخبار مصر والقاهرة المؤلف : جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي    الجزء : 1  صفحة : 80
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست