responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : حسن المحاضرة في أخبار مصر والقاهرة المؤلف : جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي    الجزء : 1  صفحة : 70

فيها اسمه وحكمته ، مطلسم عليه لا يصل إليه أحد إلا في الوقت المحدود.

وذكر بعضهم أنّ فيها مجاري الماء يجري فيها النيل ، وأن فيها مطامير تسع من الماء بقدرها ، وأنّ فيها مكانا ينفذ إلى صحراء الفيوم وهي مسيرة يومين.

ودخل جماعة في أيام أحمد بن طولون الهرم الكبير ، فوجدوا في أحد بيوته جاما من زجاج غريب اللون والتّكوين ، فحين خرجوا فقدوا منهم واحدا ، فدخلوا في طلبه فخرج إليهم عريانا وهو يضحك ، وقال : لا تتعبوا في طلبي. ورجع هاربا إلى داخل الهرم ، فعلموا أنّ الجنّ استهوته ، وشاع أمرهم ، فبلغ ذلك ابن طولون ، فمنع الناس من الدّخول وأخذ منهم الجام ، فملأه ماء ، ووزنه ثمّ صبّ ذلك الماء ووزنه ؛ فكان وزنه ملآنا كوزنه وهو فارغ.

وقيل : إنّ الرّوحاني الموكّل بالهرم البحريّ في صفة امرأة عريانة مكشوفة الفرج ، ولها ذوائب إلى الأرض ، وقد رآها جماعة تدور حول الهرم وقت القيلولة ، والموكّل بالهرم الذي إلى جانبه في صورة غلام أصفر أمرد عريان ، وقد رئي بعد المغرب يدور حول الهرم ، والموكل بالثالث في صورة شيخ في يده مبخرة وعليه ثياب الرهبان ، وقد رئي يدور ليلا حول الهرم. حكى ذلك صاحب المرآة.

وقال القاضي الفاضل : الهرمان فرقدا الأرض ، وكلّ شيء يخشى عليه من الدهر إلا الهرمان ؛ فإنّه يخشى على الدهر منهما.

ذكر ما قيل في الهرمين اللذين في الجيزة من الأشعار

قال المتنبّي :

أين الّذي الهرمان من بنيانه

ما قومه؟ ما يومه؟ ما المصرع؟

تتخلّف الآثار عن سكّانها

حينا ، ويدركها الفناء فتتبع

وقال أبو الفضل [١] أميّة بن عبد العزيز الأندلسيّ :

يعيشك هل أبصرت أحسن منظرا

على ما رأت عيناك من هرمي مصر

أنافا بأعنان السّماء وأشرفا

على الجوّ إشراف السّماك أو النّسر

وقد وافيا نشزا من الأرض عاليا

كأنّهما نهدان قاما على صدر


[١] لعلّ الصواب : أبو الصلت أمية بن عبد العزيز الأندلسي. [وفيات الأعيان : ١ / ٢٤٣].

اسم الکتاب : حسن المحاضرة في أخبار مصر والقاهرة المؤلف : جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي    الجزء : 1  صفحة : 70
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست