١١ ـ ذو النون المصريّ ثوبان بن إبراهيم أبو الفيض ، أحد مشايخ الطريق المذكورين في رسالة القشيريّ ؛ وهو أوّل من عبّر عن علوم المنازلات ، وأنكر عليه أهل مصر ، وقالوا : أحدث علما لم تتكلّم فيه الصحابة ، وسعوا به إلى الخليفة المتوكّل ، ورموه عنده بالزندقة ، وأحضره من مصر على البريد ، فلمّا دخل سرّ من رأى ، وعظه ، فبكى المتوكّل ، وردّه مكرّما. وكان مولده بإخميم ، وحدّث عن مالك واللّيث وابن لهيعة ، روى عنه الجنيد وآخرون. وكان أوحد وقته علما وورعا وحالا وأدبا ، مات في ذي القعدة سنة خمس وأربعين ومائتين ، وقد قارب التسعين. قال السّلميّ : كان أهل مصر يسمّونه الزّنديق ، فلمّا مات أظلتّ الطير الخضر جنازته ترفرف عليه إلى أن وصل إلى قبره ، فلمّا دفن غابت ، فاحترم أهل مصر بعد ذلك قبره [١].
١٢ ـ القاضي بكار. مرّ في الحنفية.
١٣ ـ أبو بكر أحمد بن نصر الدّقاق الكبير ، من أقران الجنيد وأكابر مشايخ مصر. قال الكتّانيّ : لمّا مات الدقّاق انقطعت حجّة الفقراء في دخولهم إلى مصر. ومن كلامه : من لم يصحبه التقى في فقره ، أكل الحرام المحض. وقال : كنت مارّا في تيه بني إسرائيل ، فخطر ببالي أنّ علم الحقيقة مباين لعلم الشريعة ، فهتف بي هاتف من تحت شجرة : كلّ حقيقة لا تتبع الشريعة ، فهي كفر.
١٤ ـ فاطمة [٢] بنت عبد الرحمن بن أبي صالح الحرّانية الصوفيّة أمّ محمد. من الصالحات المتعبّدات. قال الخطيب : ولدت ببغداد ، وحملت إلى مصر ، فطال عمرها ؛ حتّى جاوزت الثمانين ، وأقامت ستّين سنة لا تنام إلا وهي في مصلّاها بغير وطاء ، سمعت من أبيها ، وروى عنها ابن أخيها عبد الرحمن بن القاسم. ماتت سنة اثنتي عشرة وثلثمائة.
١٥ ـ أبو الحسن بن بنان [٣] بن محمد بن حمدان الحمّال الزّاهد الواسطيّ. نزيل مصر وشيخها. من كبار مشايخ مصر ومقدّميهم ، قال ابن فضل الله في المسالك : صحب الخزّاز ، وإليه ينتمي ، مات في التّيه ؛ وذلك أنّه ورد عليه وارد فهام على وجهه ، فمات به. ومن كلامه : اجتنبوا رياء الأخلاق كما تجتنبوا الحرام. وقال : الوحدة جلسة الصّدّيقين. وقال : ذكر الله باللسان يورث الدّرجات ، وذكر الله بالقلب يورث القربات.
وقال الذهبيّ في العبر : صحب الجنيد ، وحدّث عن الحسن بن محمد الزعفرانيّ