وممّا هو معدود في كور إقليم مصر : كورة القلزم على ثلاثة أيّام من مصر ـ خربت ـ وكورة فاران ، وكورة الطور ، وكورة أيلة ـ خربت ـ.
ومن أعمال مصر الجليلة واحات تحيط بها المفاوز بين الصّعيد والمغرب ، ونوبة ، والحبشة ؛ وهي ثلاث واحات :
أولى ، وهي الخارجة وقصبتها تسمّى المدينة.
ووسطى ، وفيها المدينتان القصر وهندي.
والثالثة تسمّى الداخلة ، وفيها مدينتان ، أريس وميمون.
ولإقليم مصر من الثغور على ساحل بحر الروم الفرما وتنّيس ، وكانت مدينة عظيمة لها بحيرة مالحة يصاد بها السمك البوري وقد خربت وذهبت آثارها ، هدمها الملك الكامل سنة أربع وعشرين وستّمائة خوفا من استيلاء الفرنج عليها ، فتجاوره في ديار مصر ، وكانت من العظم بحيث أنّه ألّف في أخبارها كتاب في مجلّدين ، فيه قضاتها وولاتها وسراتها ؛ ذكر فيه أنّ خراجها جيء في أيّام أحمد بن طولون خمسمائة ألف دينار ، وأنّه كان بها ثلاثة وثمانون ألف محتلم يؤدّون الجزية ـ خربت ـ وسطا ـ خربت ـ ودبيق. ودمياط ، ولها من الولايات : فارسكور ، والبرلس ، وبورة ـ خربت ـ ورشيد ، والإسكندريّة ، ولها فيما بينها وبين برقة كورتان على ساحل بحر الروم : كورة كونية وكورة مراقية.
هذا كلّه كلام صاحب مباهج الفكر في إقليم مصر وكوره. وسأعقد بابا في سرد أسماء البلاد والقرى التي بإقليم مصر على سبيل الاستيفاء ، وأذكر ما في كلّ بلد من نادرة ، ومن خرج منها من النبلاء ، وما قيل فيها من الشعر.
وقال ابن زولاق : كلّ كورة بمصر فإنّما هي مسمّاة باسم ملك جعلها له أو لولده أو زوجته ، كما سمّيت مصر باسم ملكها مصر بن بيصر.
وقال أبو حازم عبد الحميد بن عبد العزيز قاضي العراق : سألت محمد بن المدبّر عن مصر قال : كشفتها ، فوجدت غامرها أضعاف عامرها ، ولو عمّرها السّلطان لوفت له