responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : حسن المحاضرة في أخبار مصر والقاهرة المؤلف : جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي    الجزء : 1  صفحة : 127

فذكر له مجاهد بن جبير ، فقال عمر : مولى ابنة غزوان؟ قال : نعم ؛ إنّه كاتب ، فقال عمر : إنّ القلم ليرفع صاحبه. واستخلف في القدمة الثانية عبد الله بن عمر.

حدّثنا عن حيوة بن شريح ، عن الحسن بن ثوبان [١] ، عن هشام ، عن أبي رقيّة قال : كان سبب نقض الإسكندرية العهد أنّ صاحب إخنا [٢] ، قدم على عمرو بن العاص ، فقال : أخبرنا ، ما على أحدنا من الجزية؟ فقال عمرو : لو أعطيتني من الرّكن إلى السقف ما أخبرتك ؛ إنّما أنتم خزانة لنا ؛ إن كثّر علينا كثّرنا عليكم ، وإن خفّف عنّا خفّفنا عنكم. فغضب صاحب إخنا ، فخرج إلى الروم ، فقدم بهم ، فهزمهم الله ، وأسر النّبطيّ ، فأتي به إلى عمرو ؛ فقال له الناس : اقتله ؛ قال : لا ، بل انطلق ؛ فجئنا بجيش آخر [٣].

حدّثنا سعيد بن سابق ، قال : كان اسمه طلما ، وإنّ عمرا لمّا أتي به سوّره ، وتوجّه وكساه برنس أرجوان ، وقال له : ائتنا بمثل هؤلاء. فرضي بأداء الجزية ، فقيل لطلما : لو أتيت ملك الروم؟ فقال : لو أتيته لقتلني وقال : قتلت أصحابي.

حدّثنا عبد الله بن صالح ، عن الليث بن سعد ، عن يزيد بن أبي حبيب ، قال : كانت الإسكندرية انتقضت وجاءت الروم ، وعليهم منويل الخصيّ في المراكب ، حتّى أرسى بالإسكندرية ، فأجابهم من بها من الرّوم ؛ ولم يكن المقوقس تحرّك ولا نكث ؛ وقد كان عثمان بن عفان رضي‌الله‌عنه عزل عمرو بن العاص ، وولّى عبد الله بن سعد ؛ فلمّا نزلت الرّوم بالإسكندريّة ، سأل أهل مصر عثمان أن يقرّ عمرا حتّى يفرغ من قتال الروم ؛ فإنّ له معرفة بالحرب ، وهيبة في قلب العدوّ ؛ ففعل. وكان على الإسكندرية سورها ؛ فحلف عمرو بن العاص : لئن أظفره الله عليهم ليهدمنّ سورها ؛ حتّى يكون مثل بيت الزانية يؤتى من كلّ مكان. فخرج عليهم عمرو في البرّ والبحر ، وضوى [٤] إلى المقوقس من أطاعه من القبط ؛ فأمّا الروم فلم يطعه منهم أحد ، فقال خارجة بن حذافة لعمرو : ناهضهم القتال قبل أن يكثر مددهم ، ولا آمن أن تنتقض مصر كلّها ، فقال عمرو : لا ، ولكن أدعهم حتّى يسيروا إليّ ، فإنّهم يصيبون من مرّوا به ، فيخزي الله بعضهم ببعض فخرجوا من الإسكندرية ، ومعهم من نقض من أهل القرى ، فجعلوا


[١] هو أبو ثوبان الحسن بن ثوبان بن عامر. اللقب : الهمداني ، الهوزني ، المصري ، البصري.

الوفاة : ١٤٥. الطبقة : السادسة. [موسوعة رجال الكتب التسعة : ١ / ٣٢١].

[٢] في معجم البلدان : إخنا ورشيد قرب الإسكندرية.

[٣] انظر خلاف من أهل الإسكندرية في الكامل لابن الأثير : ٣ / ٤١ ، ٤٢].

[٤] ضوى : لجأ.

اسم الکتاب : حسن المحاضرة في أخبار مصر والقاهرة المؤلف : جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي    الجزء : 1  صفحة : 127
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست