اسم الکتاب : تنزيه الأبصار والأفكار في رحلة سلطان زنجار المؤلف : زاهر بن سعيد الجزء : 1 صفحة : 29
الباب الثالث
في خروج حضرة السلطان إلى بندر عدن
نزل جناب السلطان يوم الاثنين من اليوم العاشر (١٨ مايو) من السفر إلى زيارة والي البلد ومعه تسعة أنفار من حشمه ، وعند بلوغه البر أطلق الجنود ٢١ مدفعا إجلالا وترحابا بقدومه إلى بلادهم وعلم السلطان منشورا يخفق فوق رؤوسهم. ثم سار السلطان إلى دار الوالي ، وردّ له الزيارة ، فتلقّاه الوالي بمزيد العز والإكرام. ثم خرجوا جميعا وأرباب الدولة تكتنفهم. وذهبوا إلى مكان يسمى" طواهى". ثم ركبوا على جواري الخيل (عربيات) [١] والعساكر الخيالة تسير من أمامهم ووراءهم ، ودخلوا مدينة عدن يريدون الفرجة.
وعدن مدينة من مدن البلاد العربية على شط بحر الهند ، ولها مرساة أمينة للسفن.
كانت لها تجارة واسعة بين الشرق والغرب ، لكنها الآن في انحطاط. والأراضي التي حولها جديبة يابسة. وهي بيد الإنكليز محطّا لمراكبهم الجارية بين الهند والسويس [٢]. وقد أقاموا فيها استحكامات منيعة. وحفروا صهاريج عميقة عظيمة منقورة في الكهوف نقرا محكما تصبّ فيها مياه الأمطار المنحدرة من الجبال وتحفظ طول السنة ، ومنها يستقي الناس الماء القراح.
وبعد أن طاف السلطان ، ومن معه مدينة عدن ، ورأوا منها ما كان أهلا للفرجة ، رجعوا إلى الباخرة في الساعة الخامسة.
[١] هكذا في أوب. وجواري الخيل : هي العربات يركبها الناس وتجرها الخيول
[٢] ميناء يقع في رأس خليج السويس على البحر الأحمر في جنوبي قناة السويس التي تم حفرها سنة ١٨٦٩ ، وهذا الميناء يتكون من فرعين هما : بور إبراهيم وبور توفيق. وتبعد السويس عن القاهرة ١٣٠ كلم. فصل :
٣٥٣ / ١١ : Suez : N.E.B
اسم الکتاب : تنزيه الأبصار والأفكار في رحلة سلطان زنجار المؤلف : زاهر بن سعيد الجزء : 1 صفحة : 29