responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تقويم البلدان المؤلف : أبي الفداء    الجزء : 1  صفحة : 189

الركن الأول الجنوبي المقدّم الذكر وهذا الضلع هو ساحل الأندلس الغربي الممتد على البحر المحيط.

ولإشبيلية كور عديدة أكثرها في جنوبي نهرها الأعظم وأقلها في شماليه ، فمن كورها : كورة أركش بالراء المهملة وهي في جنوبي النهر ، وكورة شريش في جنوبي النهر المذكور أيضا ، وكورة جزيرة طريف ، وكورة الجزيرة الخضراء ، وكورة رندة ، جميع هذه الكور في جنوبي النهر ، أما شريش فهي مدينة مليحة الظاهر والباطن وهي في كورة شدونة التي سنذكرها على البحر المحيط جنوبي نهر إشبيلية.

ومن كورة شدونة قلعة حولان ، وهي قلعة منيعة ولها كروم وبساتين ونهر صغير ، وأما أركش فيها معقل أركش وهو في غاية المنعة وبه ثار ولد المعتمد بن عباد ، وكورة أركش كثيرة الأرزاق ، وأما كورة رندة فهي أحد معاقل الأندلس المنيعة ، قالوا : وهو معقل يعمّم بالسحاب ويوشح بالأنهار العذاب ، ومن كور إشبيلية التي جنوبيّ نهرها كورة طريف وطريف مدينة صغيرة وأمامها جزيرة في البحر تعرف بجزيرة طريف منسوبة إلى طريف أحد موالي بني أمية ، ومن كور إشبيلية التي في جنوبي النهر كورة قرمونة.

وقرمونة مدينة ومعقل في غاية المنعة والارتفاع ، ومن كور إشبيلية كورة شدونة وهي من أجل كور إشبيلية محرثا وشجرا وهي إلى جانب البحر المحيط ، ومن مشاهير أعمال إشبيلية جزيرة قبطل وهي جزيرة كبيرة في نهر إشبيلية والماء عندها غير عذب لقرب البحر المحيط منها ، وقبالة إشبيلية مدينة طريانة وهي كالحاضر لإشبيلية لأنها أمامها من البر الآخر على نهرها الأعظم ، وطريانة على نشز من الأرض وترك وجهها الذي يلي النهر من غير سور ، بل هو طراز من مناظر قد أتقنت بالبياض والزخرفة تخطف بالأبصار عند وقع شعاع الشمس عليها ، والمياه مجلوبة إلى طريانة من غير نهرها.

اسم الکتاب : تقويم البلدان المؤلف : أبي الفداء    الجزء : 1  صفحة : 189
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست